آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » سوريا الجديدة..بين الطموح و التحديات

سوريا الجديدة..بين الطموح و التحديات

 

حسان نديم حسن

في عالم السياسة، غالباً ما تحمل التغييرات آمالاً كبيرة، ولكنها تأتي أيضاً محملة بتحديات هائلة.
ما شهدته سوريا هو مثال حي على ذلك. فبعد سنوات من الصراعات والمعاناة تقف البلاد اليوم أمام فرصة جديدة لبناء مستقبل مختلف.

المشهد في دافوس كان غير عادي فحضور وزير خارجية سوريا على هذه المنصة العالمية لم يكن مجرد ظهور بروتوكولي، بل كان إعلاناً عن تحول جذري.
الرسائل التي حملها تعكس رؤية لسوريا موحدة تعترف بتنوعها وتؤسس لسيادة القانون كركيزة للمستقبل.

رغم الواقع الاقتصادي المعقد يبدو أن الحكومة السورية الجديدة تدرك تماماً أن التنمية الاقتصادية هي المفتاح.
الحديث عن الانفتاح على الاستثمارات والشراكات الدولية يشير إلى رغبة حقيقية لتجاوز الإرث الثقيل الذي تركته العقوبات والتدمير. لكن تحويل هذه الرؤية إلى واقع يتطلب خطوات ملموسة ودعماً دولياً يتجاوز التصريحات الرمزية.

التنوع الديني والاجتماعي الذي يميز سوريا هو كنزها الحقيقي، يمكن أن يكون اليوم ركيزة قوية لإعادة بناء مجتمع متماسك ومزدهر . كما أن تعزيز الوحدة الوطنية وإشراك جميع المكونات في صياغة دستور جديد يعكسان رؤية إيجابية للقيادة الجديدة وقدرتها على بناء مستقبل مشترك يلبي تطلعات جميع السوريين.

المرأة التي عانت على مر السنوات تبدو اليوم على أعتاب حقبة جديدة و وجودها في المناصب القيادية ليس مجرد مكافأة رمزية بل استثمار في نصف المجتمع الذي يمكن أن يساهم بشكل كبير في بناء سوريا المستقبل.

التحدي الأبرز يتمثل في العقوبات الدولية التي بات واضحاً أنها لم تعد تخدم الأهداف التي فُرضت من أجلها. لذلك فإن رفع هذه العقوبات يتطلب نهجاً دبلوماسياً دقيقاً وجهوداً مخلصة لتعزيز الثقة وبناء جسور التعاون مع المجتمع الدولي.
في الوقت نفسه يبدو أن الحكومة السورية تعمل على إعادة بناء علاقاتها مع دول الجوار مدركةً أن استعادة الدور الإقليمي لسوريا هو جزء لا يتجزأ من نهضتها.
الطريق أمام سوريا طويل ولا يخلو من العقبات. ولكن الإصرار على استغلال هذه اللحظة التاريخية يمكن أن يغير قواعد اللعبة.
في النهاية، النجاح لن يقاس بالخطابات الرنانة أو الوعود بل بالخطوات العملية التي تضمن للشعب السوري حياة كريمة ومستقبلًا أفضل.
و المجتمع الدولي الذي طالما وقف متفرجاً على مآسي سوريا يواجه الآن فرصة لإثبات التزامه الحقيقي بالمساعدة و الدعم الذي يجب ألا يكون مشروطاً بل مستنداً إلى فهم عميق بأن استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة بأكملها.

الآمال كبيرة، بالرغم من الواقع الذي يفرض تحديات أكبر. سوريا الجديدة تحمل في طياتها إمكانيات هائلة ولكنها تحتاج إلى شراكة حقيقية بين قيادتها وشعبها والعالم لتحقيق هذه الإمكانيات.
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لاحرية مع الوصاية

  سمير حماد الأوضاع الراهنة تشكل صدمة للتنوير، لأن الناس لا يزالون بعيدين عن استخدام عقولهم المستقلة في أمور الدين والدنيا , لما فُرض عليهم ...