آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » سوريا بين الذاكرة والمستقبل.. حوار مفتوح مع المفكر الدكتور برهان غليون في المنتدى الاجتماعي بدمشق

سوريا بين الذاكرة والمستقبل.. حوار مفتوح مع المفكر الدكتور برهان غليون في المنتدى الاجتماعي بدمشق

في إطار جهود المنتدى الاجتماعي في دمشق لتعزيز الحوار الديمقراطي والتفكير النقدي حول التحولات الكبرى التي تمر بها سوريا، نظم المنتدى جلسة فكرية استثنائية، كانت بمنزلة منصة للبحث والنقاش في الأوضاع الراهنة والتحديات التي تواجه البلاد. في هذه الجلسة المميزة، التي أدارتها الدكتورة سحر سيد، الباحثة المعروفة بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وبحضور مميز من شباب ومثقفين وناشطين، استُضيف المفكر السوري البارز الدكتور برهان غليون، الذي قدم رؤية تحليلية معمقة تتناول مستقبل سوريا ومآلاته المحتملة ضمن سياقات الحاضر والمستقبل.
استهل الدكتور غليون رؤيته بالحديث عن العدالة الانتقالية، مؤكداً أنها وسيلة لاستعادة الثقة لا لتصفية الحسابات. مستعرضاً تجربة جنوب أفريقيا التي اعتمدت على المصارحة والاعتراف، مقابل تجربة العراق التي غرقت في التفكيك الطائفي والفوضى، مؤكداً أن السوريين بحاجة إلى طريق ثالث يجمع بين الاعتراف والمحاسبة بعيداً عن الانتقام.
كما دعا المفكر السوري إلى تجاوز الولاءات الضيقة نحو الولاء للدولة والقانون، فالديمقراطية الحقيقية لا تُبنى إلا على المواطنة والمساواة، ولتحقيق ذلك، شدد على دور النخب في إنتاج خطاب وطني جامع وزعامة تُوظف من أجل بناء المؤسسات لا فرض السيطرة.
حيث عدّ غليون أن الدولة الحقيقية تُبنى فقط إذا كان المجتمع منظّمًا وواعيًا، محذرًا من تفتيت المجتمع عبر الطائفية أو العصبوية. داعياً إلى فتح منتديات شعبية لإعادة الثقة، وإعادة بناء العلاقات الاجتماعية. جنباً إلى جنب مع ضمان الحريات كركيزة لأي مشروع وطني.
ثم ناقش التحولات الجيوسياسية الأخيرة، مشيرًا إلى أن سوريا انتقلت من موقع تابع للنظام الروسي إلى نوع من الارتباط بالمعسكر الغربي ضمن توازنات جديدة تقودها واشنطن.
ورأى أن هذا التموضع—رغم بعض الإشكاليات—قد يُتيح فرصًا للاستقرار والاستثمار والتفاعل الاقتصادي مع أوروبا، خاصة مع تحسن العلاقات مع تركيا.
وبشأن إشراك الشباب في تأسيس الأحزاب وصياغة السلطة السياسية ركّز غليون على بناء الوعي السياسي في الشارع لا في الأبراج. مشدداً على أن تداول السلطة حق مشروع لمحاسبة المسؤولين.
وقبل الختام قدّم الدكتور غليون خطوات عملية لبناء حركة شعبية من الأحياء لا من المكاتب، وذلك عبر التواجد في الشوارع للحديث مع الناس ومشاركتهم همومهم، وتنظيم نقاشات محلية ومبادرات تطوعية لبناء الثقة. إضافة إلى إنتاج محتوى شعبي توعوي يعزز مفاهيم المواطنة، وتأسيس شبكات شبابية أفقية مستقلة ومنسقة.
مختتماً بأن الحرية تُنتزع بالتنظيم والوعي، وأن الشعب المنظم قادر على بناء دولة قانون وإجراء انتخابات حرة خلال سنوات قليلة، إن توفّرت الإرادة.
من الجدير ذكره أن برهان غليون مفكر وأكاديمي سوري من مواليد حمص عام 1945، حاصل على دكتوراه في علم الاجتماع السياسي من جامعة السوربون، ويعمل أستاذًا ومديرًا لمركز دراسات الشرق المعاصر في باريس.
يُعد غليون من أبرز الأصوات السورية المناصرة للديمقراطية، وكان أول رئيس للمجلس الوطني السوري عام 2011. من أبرز كتبه: اغتيال العقل، بيان من أجل الديمقراطية، وعطب الذات.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

أنغام تخرج عن صمتها: “أنا في المستشفى وفجأة أصبحت متهمة!”

في مداخلة هاتفية مؤثرة مع الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامج “كلمة أخيرة” على قناة ON، خرجت الفنانة المصرية أنغام عن صمتها، لترد للمرة الأولى على ...