السيناريو الموضوع لعودة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية قبيل إجتماع القمة العربية بالرياض أصبح واضح الملامح بالنسبة لأعضاء لجنة المتابعة الوزارية العربية التي شكلها لقاء جدة.
والتي عادت للإنعقاد في لقاء عمان و يفترض انها تواصلت مع جميع الأطراف المعنية بالملف السوري في سياق التحضير لما أسماه وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي بالمسار العربي.
وهو مسار يؤسس لمقايضة دبلوماسية وسياسية واسعة النطاق قوامها برنامج خطوة مقابل خطوة بمعنى إعادة إندماج سورية في النظام الرسمي العربي.
والحرص بنفس الوقت على معالجة الملاحظات التي تبديها الدول المتحفظة على عودة سورية، ومنها قطر والكويت والمغرب.
وعلى هذا الأساس التقرب من المقايضة يواصل وزراء الخارجية المعنيون بمشاركة السعودي فيصل بن حمد إنخراطهم في عملية دبلوماسية متسارعة ومتعددة خلف الكواليس لإستباق اي مفاجآت يمكن ان تحصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري.
والذي سيعقد خلال وقت قصير جدا ويعتقد بانه الإجتماع الذي سيقرر التصويت على عودة سورية لإشغال مقعدها في الجامعة العربية.
والإنطباع في كواليس التحضيرات بالجامعة العربية حتى اليوم هو ان مسالة اتخاذ قرار على مستوى وزراء الخارجية بعودة سورية الى مقعدها للجامعة باتت محسومة حيث ان الاجتماع المقبل سيحسم هذه المسالة ويصوت عليها وسط توقعات بان يطبق النظام الداخلي لمجلس الجامعة العربية في مثل هذه القرارات ووسط إصرار على انه ليس بالضرورة حصول القرار على تصويت بالإجماع في الوقت الذي تكفى فيه أغلبية النصف + ١ مع الاشارة الى ان قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية كان قداتخذ اصلا وبدون إجماع ولكن بالتوافق النسبي.
اغلب التقدير ان السعودية وقفت وبقوة بالتعاون والتنسيق مع المبادرة الملكية الاردنية خلف السباق نحو هذا المضمار وان تحفظات بعض الدول مثل قطر والمغرب وايضا الكويت وفي بعض التفاصيل لبنان لم تكن بالصلابة الكافية لإحباط الخطة السعودية.
وهي خطوة في الكواليس تلح عليها المملكة العربية السعودية بصفة خاصة لانها تريد مشاهدة تمثيل سوري رفيع المستوى قد يمثله الرئيس بشار الأسد شخصيا حسب العديد من التوقعات في انعقاد قمة الرياض.
ويعتقد ان كل من الأردن والسعودية باتا على قناعة تامة بصعوبة التصويت على قرار عودة سوريا بالإجماع وانهما يتقبلان الان قرارا بالتصويت بأغلبية توافقية حتى تمضي الأمور ضمن البروتوكول النظامي الداخلي الذي تقرره مواثيق الجامعة العربية.
وبالتالي من المرجح جدا ان تمثيل سوريا رفيع المستوى او وصف بانه رفيع المستوى سيظهر في افتتاح قمة الرياض بالرغم من ان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اظهر قدرا كبيرا من الالتزام بما سمي في عمان بالمسار العربي.
ووافق على الكثير من الخطوات والاجراءات على سبيل استعادة الثقة رقم قناعة اركان النظام السوري بان العودة للجامعة العربية قد لا تحدث فارقا من اي صنف على ارض الواقع.
لكن التجاوب مع حالة الانفتاح بعدما حقق النظام السوري حسما عسكريا واضح الملامح اصبح التكتيك الذي اقتنعت به دمشق بعد محاورات مكثفة خلف الستارة والكواليس استمرت لاكثر من ثلاثة اعوام مع عمان.
سيرياهوم نيوز4_راي اليوم