آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » سوريا وإيران… تاريخ مليء بالمواجهات

سوريا وإيران… تاريخ مليء بالمواجهات

وسام كنعان

 

الدوحة | لا يمكن لشغوف بكرة القدم ومترف ومولع بمنتخب بلاده، إلّا أن يتأمّل ويتمنى له التطوّر، إذا كانت الإمكانات لا تخوّل الفريق الذهاب بعيداً في الحلم، ولكن إذا شعر بأن الفريق بدأ الطريق الصحيحة وتلمّس طرف الخيط في مشوار صائب، عليه أن يزيد على أمنياته امتلاك ساعة الزمن، ليدير عقاربها ويعيدها نحو لحظات المجد القليلة التي صنعها منتخب بلده في تاريخه.

وبالنسبة إليه فيما لو كان سوريَّ الهوية والانتماء، فإنه في هذه الليلة تحديداً سيثبّت عقارب ساعة زمنه تلك، على سنة 2017 عندما حقّق الهدّاف التاريخي وواحد من أفضل لاعبي آسيا، عمر السومة، هدف التعادل في مرمى المنتخب الإيراني، ضمن تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018. عندها صرخت الشام كما لم تفعل طوال الحرب. كانت تقريباً أوّل صرخة فرح منذ اندلاع الحرائق السورية، رغم أنّ المنتخب كان قد حقّق نتائج طيبة قبلها، ولكن لم يكن يحظى بالشعبية ذاتها، إلى أن تأهّل إلى الملحق وأُقصي على يد بطل آسيا وظلّت عارضة السومة الشهيرة في الدقيقة الأخيرة من الوقت البدل ضائع في الشوطين الإضافيين أمام أستراليا، عالقة في ذهن كلّ متابع حتى اليوم.

 

اللاعب نفسه استُبعد عن المنتخب قبيل كأس آسيا الحالية، وأثار الأمر زوبعة من الغضب الجماهيري العارم، واعتزل دولياً ليعود عن اعتزاله ويضع نفسه مجدداً تحت إمرة المنتخب بعد تأهّل زملائه للدور الثاني، وتحقيقهم إنجازاً تاريخياً. ورغم أن السومة سبق وأخطأ بحقّ زملائه المغتربين الذين انضموا حديثاً إلى المنتخب في لقائه مع أيمن جادة، إلّا أنّ اعتذاره العلني من ردود أفعاله كلّها، ربما يكون قد مهّد الطريق لعودته بعد آسيا في حال أراد مدرّب منتخب سوريا، هيكتور كوبر ذلك، ولا سيما أنه في رأي كثيرين، يُعدّ قيمةً مضافة ما زال المنتخب بحاجتها. لكن لأنّ الحرب كرّست فكرة الانقسام، فقد خرجت بعض «أصوات النشاز» لتغزل على هذا النول مجدداً، والحديث المقيت عن الفرق بين اللاعب المحلي والمغترب بطريقة غوغائية مسيئة ن دون أن ينتبه هؤلاء بأنه لا يجوز حساب عمر خريبين ولا السومة أنهما محلّيان، لأنهما منذ أكثر من 12 عاماً يلعبان خارج سوريا وفي الدوريات الخليجية وغيرها، وهو حال كثير من اللاعبين السوريين.

تواجه المنتخبان 29 مرة سابقاً، ربحت سوريا مرة وإيران 17، وتعادلا في 11 مواجهة

 

من المفترض التذكير بأنه من غير الممكن تلقّف لاعب سوري من الدوري المحلي، إلّا وهو في أوّل توهجه وبداية مشواره، وهذا ما حدث مع اللاعب محمود الأسود، الذي وقّع فوراً مع نادٍ كويتي. أما السبب في ضرورة عدم الاعتماد على اللاعبين المحليين والدوري السوري، فالأمر ليس انتقاصاً من قيمة اللاعب المحلي، إنما لدواعٍ منطقية لها علاقة بشكل منظومة كرة القدم في البلاد والتي تغيب عنها الأساسيات كلّها على رأسها الملاعب، إضافة إلى غياب أيّ قوانين تحكم حياة اللاعب، ما دام أنه لا يتقاضى إلا القليل، ولا يعسكر مع فريقه إلا في النوادر، لذا ترى لاعبي الأندية السورية بصورة شبه يومية في أحد مقاهي المزة 86، يدخّنون غالبيتهم الأركيلة بشراهة على مرأى من جميع الناس! هل من الممكن الاعتماد على لاعبين بهذا المستوى!

على أيّ حال وبالعودة للمواجهة المرتقبة اليوم الأربعاء (الساعة 18:00 بتوقيت بيروت) فلا بدّ من التنويه لملامح من تاريخ مليء بالمواجهات الودية والرسمية بين المنتخبين السوري والإيراني، وقد بلغ عددها 29. انتصر السوريون مرّة واحدة وتعادلوا في 11 مواجهة، بينما ربح الإيرانيون 17 مرّة. طبعاً الفريق السوري على موعد اليوم ـ في أصعب مواجهة له ـ مع واحد من الفرق المرشحة لنيل اللقب بعدما رفعت إيران اللقب الآسيوي ثلاث مرات سابقة في أعوام 1968 وفي 1972 وفي 1976، كما أنّ الفريق الإيراني بقيادة أمير قالينوي لم يخسر على مدار 16 لقاء سابقين، فهل يوقفهم الأرجنتيني هكتور كوبر ورجاله الذين ينتظرهم السوريون والعرب كلّهم عصر اليوم.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليما قائد «حملة» الإمارات إلى مونديال 2026

      تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد إلى رمز حملة الإمارات للصعود إلى كأس العالم لكرة القدم بعد غياب 34 عاماً، بتسجيله أربعة أهداف ...