syriahomenews أخبار سورية الوطن
حسان نديم حسن
في سوريا حيث يتداخل عبق التاريخ مع أنفاس الحاضر وحيث تسرد حجارتها قصصًا من حضارات لا تنطفئ يتسلل التفاؤل إلى القلوب كأنه شريان ينبض بالحياة.
في سوريا، التفاؤل ليس رفاهية أو شعار بل هو اختيار واعٍ يعيشه الناس كل يوم. في ابتسامة عابرة يتبادلها الجيران رغم المشقة، في زهرة تُزرع على شرفة بيت متواضع، في طفل يركض في أزقة المدينة يرسم بخطواته مستقبلًا جديدًا لوطنه.
التفاؤل في سوريا ليس مجرد شعور عابر، بل هو أسلوب حياة ، هو في الأيدي التي تبني ما تهدم، وفي العيون التي ترى الجمال حتى في أصعب اللحظات. هو في الأمهات اللواتي يرسلن أبناءهن إلى المدارس رغم كل شيء، وفي العمال الذين يبدأون يومهم بابتسامة وثقة أن الغد سيكون أفضل.
التفاؤل لا يعني تجاهل الوجع، بل هو إيمان عميق بأن هذا الوجع مؤقت، وأن الأيام المقبلة تحمل معها شمسًا أكثر إشراقًا.
سوريا، التي عرفت الأزمات، تتقن فن النهوض، وتعلمنا أن الأرض التي احتضنت التاريخ ستظل دائمًا تولّد حياة جديدة.
إنها سوريا حيث يتنفس الوطن تفاؤلًا، ويُعيد صياغة حكاياته ليكتب فصلًا جديدًا عنوانه الإصرار والأمل.
(اخبار سورية الوطن 1)
