الدكتور خيام الزعبي
لا شك إن التطورات المتلاحقة في المنطقة المضطربة بأحداثها المتوترة، لا بد سيكون لها ارتدادات على كل المناحي السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية والاجتماعية، وستجرها إلى الهاوية ويبعد المنطقة عن بر الأمان.
في هذا السياق شهدت سورية تقلبات حادة وتحديات خطيرة على مدار ما يقرب من 13 سنة إلا أنها نجحت بصلابة شعبها في تجاوز العقبات وانتصرت على كل الصعاب بمساندة جيشها، وبدأت سورية تشق طريقها نحو المستقبل المشرق وتصطف على قلب واحد لتخوض معركة البناء والتعمير.
اليوم سورية تتعافى سياسياً، فحصار دمشق يتآكل ، وعلاقات سورية مع دول خليجية مركزية مثل السعودية والإمارات تتطور بشكل ملحوظ، وهناك إتصالات مكثفة مع عدد من العواصم العربية، هدفها إعادة العلاقات بين دمشق والدول العربية إلى ما كانت عليه في السابق ، وعلى الطرف الأخر أصبح أكثر المسؤولين الأوروبيين يتقاطرون الى سورية لفتح سفاراتهم في دمشق، بالإضافة الى أن الدعوات التركية تتصاعد لإعادة العلاقات مع دمشق، والتنسيق معها لإنهاء الطموحات الانفصالية في الشمال.
في هذا الخصوص، تعد خطى إعادة تطبيع الدول العربية علاقاتها مع سورية ذات أهمية كبيرة لسورية وعودة لشعلة الأمل وعنواناً لفجر جديد سيسهم في تعزيز العلاقات التجارية بين سورية والدول العربية، وتطوير الشحن عبر السكك الحديد وزيادة الترانزيت وتنمية الاستيراد والتصدير.
على خط مواز، هناك إضرابات أمنية وتدهور اقتصادي في مناطق “قسد” بعد أن أصبحت تحت رحمة الضربات التركية ومقاومة العشائر العربية لها، فالإدارة الأمريكية تستخدم “قسد” حالياً كأدوات مثالية لتنفيذ مخططاتها في المنطقة لتحقيق أهداف مختلفة ، والأهم من كل ذلك استمرار المظاهرات الحاشدة المعارضة لهيئة تحرير الشام التي تطالب بإسقاط زعيمها أبو محمد الجولاني في إطار الانتفاضة المستمرة لإسقاطه، مما لا شك فيه أن لجوء الجولاني لاستخدام العنف ضد المتظاهرين هو نتيجة فشله في تحقيق المطالب الشعبية وعدم قدرته على الإصلاح هذا مما دفعه لنشر قواته في المناطق المدنية وتقطيع أوصالها لمنع اتساع الحراك الشعبي.
اليوم سورية تتعافى، ما في ذلك شكّ، فهناك إنجازات إستراتيجية وعسكرية ملفتة، حيث نجح الجيش السوري فى بسط سيطرته شبه الكاملة على مختلف المناطق والمدن السورية وتحريرها من قبضة مجاميع “داعش” الإجرامية وأخواتها، في وقت سادت فيه حالة من الارتباك والقلق لدى الأطراف الداعمة لتلك المليشيات وفي مقدمتها تركيا وأمريكا والعديد من الدول الغربية.
في سياق متصل إن الإدارة الأميركية ومن لف لفيفها اقتنعوا بشكل كامل بأن لا مخرج لهم من مستنقع الفشل الذي إنغمسوا به في المنطقة، إلا بالعودة إلى سورية فهي صاحبة النفوذ الواسع والعلاقات المؤثرة في المنطقة، والداعمة لحركات المقاومة، و صانعة معادلات القوة في لبنان وفلسطين و…، خصوصاً أن الرهانات الأميركية –الغربية على وكلائهم الإقليميين فشلت في إسقاط سورية.
بالتالي ما يتجه إليه العالم من مآسي وعدم استقرار في المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى على المستوى العالمي هي نتاج الحرب السورية، فعلى خلفية هذه الحرب ظهرت داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وتحولت إلى مشكلة دولية، واندلعت الحرب في ….و….لذلك العالم كله اليوم في قبضة سورية، ولكي نتخلص من كل هذا لا بد من إيقاف الحرب في سورية، انطلاقا من إن استقرار سورية هو من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأكمله وتبقى سورية مفتاح الحل ومقدمة الاستقرار في المنطقة.
وفى القريب العاجل بمشيئة الله ستشهد سورية نقلة كبيرة في جميع المجالات، وهى الآن تناشد أبناءها ألا ينساقوا وراء الشائعات ومحاولات التشويه والإحباط واليأس التي يطلقها أعداء الوطن فى الداخل والخارج ممن يطلقون على أنفسهم نشطاء سياسيين وهم في الحقيقة عملاء مأجورين للتشكيك في قدرة الدولة وإثارة الفتن، فقد خاب مساعهم وفشلت مؤامراتهم ومخططاتهم.
سورية ستتقدم للأمام بخطى ثابتة ولن تنظر إلى الخلف ولا تبالي بأفعال الصغار فمصيرهم معروف، فسورية أصبحت عاصمة العالم تطرق أبوابها قوى الشرق والغرب، هي من ترسم المعادلات، وهي من تقود المعارك على الأرض لترسم خارطة المنطقة من جديد.
مجملاً…ستكون سورية بخير، ومهما فجَّروا وقتلوا لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو إستلاب إرادته، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة على المضي قدماً، فكثيرون راهنوا على أن يسير مستقبل البلاد في غير ما آلت إليه الأمور، ولكنهم فشلوا في النهاية
وأختم بالقول… إن سورية باتت اليوم مفتاح المنطقة وقلبها والطريق الوحيد لوضع المنطقة على المسار الآمن، بعد أن أدركت الدول أن سورية ليست معزولة وأنها دولة مركزية في المنطقة.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم