شذى حمود
بين التحف والقطع الأثرية السورية العريقة التي تضمها حديقة المتحف الوطني بدمشق جمعت ورشة عمل متخصصة طلاب مراكز الفنون التشكيلية والتطبيقية ومجموعة من الفنانين الشباب وفنانين روسيين جسدوا بشكل حي ومباشر عبر لوحات فنية مبدعة العديد من المعالم الأثرية والحضارية في سورية.
الورشة التي أقامتها مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي عرض خلالها فنانون روس عصارة تجربتهم وخبرتهم وتأثرهم بالحضارة السورية إضافة إلى عدد من الأفكار والأساليب الجديدة للطلاب السوريين الذين تابعوا باهتمام شديد ما رسمته ريشة الفنانين الروس الذين عبروا في لوحاتهم عن دفء اللقاء وسحر سورية بلد الحب والسلام والفن.
مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت أوضح في تصريح لـ سانا أن التعاون الثقافي المشترك بين سورية وروسيا يشمل برنامجاً لتبادل الخبرات حيث تم خلاله استضافة فنانين تشكيليين روس بهدف اطلاع طلاب وخريجي المراكز التشكيلية على خبرتهم الفنية والاستفادة منها ولا سيما أنهم يمتلكون مدرسة تشكيلية مهمة منوهاً بضرورة إقامة ورشات بين سورية ودول لها تجربتها في هذا المضمار.
مدير المركز الثقافي الروسي بدمشق نيكولاي سوخوف بين أنه تمت دعوة فنانين روس إلى سورية ليتعرفوا عليها ويجسدوا في لوحاتهم حضارة سورية وجمالها ويقدموها للجمهور الروسي من خلال زيارتهم العديد من الأماكن الحضارية والأثرية بهدف تبادل الخبرات والمهارات بين الفنانين الروس والسوريين وبناء جسر التفاهم بين الشعبين الصديقين.
مستشار المركز الثقافي الروسي في سورية علي الأحمد أشار إلى أهمية إقامة هذه الورشة بهدف تبادل الخبرات الفنية بين سورية وروسيا حيث لكل فنان أسلوبه وطريقته الخاصة به ولاطلاع جيل التشكيليين الشباب في سورية على خبرات غيرهم وتعزيز المكانة الكبيرة التي تمتلكها سورية في مجال الفنون مبينا أنه تم اختيار المتحف الوطني بدمشق لأهميته التاريخية والأثرية.
الفنانة التشكيلية الروسية ليليا اوستيوغوفا لفتت إلى أهمية هذه الورشة في اطلاع جيل من التشكيليين الشباب على أساليب وطرائق الرسم في المدارس التشكيلية الروسية مبينة أنها ترسم الفتاة الشرقية لأنها تجدها لغزاً جميلاً إضافة إلى المعالم الأثرية والحضارية التي تمتاز بها سورية.
الاستاذ في جامعة سوركا المختصة بالفنون التشكيلية ميخائيل غورشونوف الذي يدرس فن الجسد ذكر أنه يرسم لوحة بورتريه لوجه امرأة محاولاً عبرها إظهار حالة التكنيك الخاصة برسم الوجوه معرباً عن سعادته لزيارته لسورية التي يصفها بأنها حالة من حالات الفنتازيا الجميلة تزود زائرها بالمحبة والحنان حيث سيوصل كل ما لمسه فيها من جمال وسحر بطبيعتها وحضارتها وأهلها.
خريج مركز ادهم اسماعيل وسيم كل لفت إلى أنه جسد في لوحته أحد رموز الثقافة الروسية تمثلت برسمه للأديب الكبير ليو تولستوي تعبيراً منه عن تقديره لهؤلاء المبدعين معبراً عن سعادته بهذه الورشة التي تعرف خلالها على خبرة وتجربة فنانين روس.
بينما أشارت خريجة كلية الفنون الجميلة شروق فليحان إلى أنها رسمت في لوحتها موضوعاً يرمز إلى الهدوء والسكينة وسيقام في نهاية الورشة معرض للأعمال التشكيلية المنجزة في صالة السيد بدمشق.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا