الرئيسية » كتاب وآراء » سورية: هل اقترب الحسم في حلب؟

سورية: هل اقترب الحسم في حلب؟

الدكتور خيام الزعبي

من حق مدينة حلب أن تحبس أنفاسها هذه الأيام فربما أصبحت الفترة القليلة المقبلة حبلى بإنجازات كبيرة وعظيمة، حيث تشير الكثير من التقارير الصحفية بتصاعد وتيرة الانجازات الميدانية والعمليات العسكرية للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف مناطق حلب لتطهير الأرض من إرهابيي ” هيئة تحرير الشام”  والمجموعات التي تعمل تحت رايتها التكفيرية الظلامية.

اليوم تحظى معركة حلب بإهتمام بالغ في الأوساط العربية والدولية، لما لها من إنعكاسات مباشرة على المنطقة، وتشكل منعطفاً مفصلياً في مقاومة الجيش السوري للتنظيمات المتطرفة، وتعد ضربة للمشروع الأمريكي- الإسرائيلي- التركي الراعي لهذه التنظيمات.

في هذا السياق تشهد حلب مواجهات غير مسبوقة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، والجماعات المسلحة التي تقودها  ” هيئة تحرير الشام”  التابعة لجيش الاحتلال التركي من جهة أخرى في ريفي حلب الغربي وادلب، هناك خسائر بشرية ومادية تكبدتها هذه الجماعات في معاركها مع الجيش السوري عادت عليهم بالهزائم  والإنكسارات، مما ينذر بأن المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة.

في الوقت نفسه، دخل سلاح الطيران السوري والروسي على خط المعركة منذ بدايتها، حيث نفذ ضربات واسعة في محيط جبهة الاشتباكات، وصولاً إلى خطوط إمداد “هيئة تحرير الشام” بدءاً من مدخل مدينة إدلب وصولاً إلى معسكر مطار تفتناز العسكري شرق إدلب.

وعلى خط مواز، يضيق الجيش السوري الخناق على هذه الجماعات من كافة الاتجاهات وبات يحيط بمناطق تواجدها من كل حدب وصوب في انتظار إتمام الاستعدادات لاقتحامها، وهناك مصادر عديدة تتحدث عن أن هذه التنظيمات تعاني من سلسلة أزمات استنزفت قواها ، وهو ما يرجح فرضية انسحاب هذه التنظيمات من ريف حلب ، خاصة وأن الجيش السوري وحلفاؤه لديه من الطائرات المقاتلة ما يجعله سيد الأجواء على الميدان وقادراً على الحسم مع هذه التنظيمات الإرهابية.

وتأتي العملية العسكرية في ظروف ميدانية وإقليمية ودولية متغيرة، إذ وافقت تركيا على هذا الهجوم للضغط على الدولة السورية من أجل الدخول في مفاوضات جديدة لتطبيع العلاقات مع أنقرة بعدما رفضت الحكومة السورية جميع الدعوات التركية لعملية تطبيع العلاقات إلا بشرط خروج تركيا من الأراضي السورية، كما جاء هذا الهجوم بعد التهديدات الاسرائيلية على لسان نتنياهو إلى سورية، بسبب الدور السوري لتعزيز قدرات المقاومة ودعمها والوقوف الى جانبها.

لا شك أن العملية العسكرية تؤكد على جهوزية الجيش السوري للتحرك على مختلف الأراضي السورية، وتدحض كل الأقاويل التي تتحدث عن إستنزافه بعد مضي أكثر من 13 سنة على بدء الأزمة، وبالتالي فإن تقدم الجيش السوري في مختلف المناطق السورية واستعادة خان العسل الاستراتيجية ، شكّل ضربة قوية للدور التركي- الإسرائيلي في سورية .

وبالتالي فإن التطورات الميدانية والانتصارات المتلاحقة للجيش السوري وما يصاحبها من إنهيار عند المسلحين وإحكام السيطرة على أحياء في ريف حلب وصمودها أسقط جميع المشاريع والتحالفات التي تستهدف تقسيم سورية والمنطقة بأكلمها

مجملاً…. إن معركة حلب تعتبر من أصعب المعارك في سورية، ويمكن اعتبارها ساحة مصغرة للصراع الإقليمي والدولي، فهي التي تحدد مستقبل سورية وترسم خارطتھا، فتداعياتها لن تقف عند تحديد دفة الصراع ووجهته بين المجموعات المسلحة والجيش السوري فحسب، بل ستتجاوز ذلك إلى التأثير المباشر على العديد من المعادلات الإقليمية الحساسة في المنطقة.

وأختم بالقول، إن المحاولات التي إستهدفت سورية لتقسيمها باءت بالفشل والإنكسار، فالحقيقة هنا أن هذه المحاولات المستميتة تعكس إفلاس الإرهابيين، بعد أن أصبح المجتمع يرفضهم، وإنكشفوا  أمام المواطن السوري، الذي أدرك أنهم يسعون لإلحاق الضرر به وبأبنائه، لكن الذي لا يفهمه هؤلاء المتربصون، أن السوري يزداد حبه لوطنه، والتفافه حول قيادته، كلما تعرض الوطن للخطر، ورغم أنف هذه الجماعات التخريبية العميلة للخارج سوف تبقى سورية آمنة مستقرة وصامدة في وجه المحن.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سورية…هل أنت بخير؟

الدكتور خيام الزعبي لا شك إن التطورات المتلاحقة في المنطقة المضطربة بأحداثها المتوترة، لا بد سيكون لها ارتدادات على كل المناحي السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية ...