سعاد سليمان
بدأت التحضيرات لافتتاح سوق الحرف اليدوية الأول في طرطوس, على الكورنيش البحري, إذ يقوم (اليوم) المشاركون بالسوق بنقل نتاجاتهم لعرضها في الأماكن المخصصة لكل منهم.
يشارك بالسوق كل من الحرفي، والفنان المبدع، حيث يضم كل محل من المحلات المتجاورة في نفق تحت الطريق ثلاثة حرفيين من أبناء طرطوس.
خلال التحضيرات التقينا عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين السيد منذر حرفوش الذي كان متواجداً في السوق ليحدثنا عن الإنجاز الأجمل، فقال: خلال الأيام القليلة القادمة سوف يتم افتتاح السوق, حيث نعمل اليوم على إنجاز كافة التفاصيل لنفتتح سوقاً نموذجياً, يضم صوراً للحضارة الساحلية, وهو حلم هؤلاء الحرفيين, وقد تحقق.
ويضيف: حلم تحقق لواحد وخمسين حرفياً تم توزيعهم على 17 محلاً في السوق بينما يوجد في طرطوس أكثر من 200 حرفي مسجل لدينا، لكن السوق لا يستوعب كل الحرفيين لذلك تركنا محلين من المحلات لنصنع منهما مكاناً لمعارض دائمة, ودوارة، يتناوب عليها الحرفيون, ولمدد محددة , والغاية إتاحة الفرصة لكل مبدع في الإنتاج اليدوي, والتراثي الذي يعكس تاريخنا, وحضارتنا, والإبداع.
السوق نواة لمشروع أكبر يشمل كل الحرفيين، وذلك عبر إنشاء مبنى ضخم يضم كافة الحرف, ويكون حاضنة أعمال, تورد الإبداع عبر معارض الحرفيين كسوق دائم.
في جولة بالسوق.. التقينا عدداً من الحرفيين..
محسن العجي قال إنه يشارك بأعمال تراث شرقية تمثل طرطوس التراث, ويأمل أن تكون بداية خير للجميع, وقد تم هذا الإنجاز بعد جهد, وتعب القائمين والمشرفين عليه، وهو يريده سوقاً يماثل الأسواق التراثية في دمشق وحلب وحماة.
غريدة سليمان الحرفية التي تصنع من الخشب تحفاً, ولوحات فنية، قالت بفرح, وهي ترتب ركنها: هو حلم كانت تنتظره منذ سنوات, وقد تحقق اليوم، حلم يؤسس لإحياء التراث..
حسن محمد، النحات، أكد أيضاً تحقيق حلم يصعب على الفرد تحقيقه بمفرده, في هذه الأيام.. مشروع هو حضارة, وواجهة لسورية, لتاريخها, حيث توجد كل المهن والحرف اليدوية, وقال: أنا كنحات أعمل في ورشتي الخاصة, وأعرض إنتاجي, وحسب إمكانيات محدودة بالمكان أقدم ما يمكن، مؤكداً أهمية السوق, والإنجاز الرائع, وشاكراً كل الذين عملوا لإنجاز هذا السوق الحلم.
بشرى بشارة تصنع الكريمات الطبيعية, والمنتجات التجميلية, وتؤكد على الطابع الساحلي في عملها من خلال استخدام الرمل البحري, والطحالب, والكافيار وغيرها وهي متفائلة, وتعتبر هذا السوق سفينة نجاة لها, ولكل حرفي.
ريم حماد تحدثت عن منمنمات من الخرز, وإكسسوارات تهم النساء, وعن حلمها الذي تحقق اليوم في سوق دائم للأعمال اليدوية الحرفية بعيداً عن معرض لأيام..
غزالة مهاوش قالت إنها ترسم لوحات بالزيت, وبالأسلوب الانطباعي.. ترسم البيوت, والأشجار, والطبيعة الساحرة, وهي كفنانة لم تكن لديها فرصة لإبراز أعمالها الفنية إلا عبر المعارض الموسمية، اليوم صار لها ركن تتواجد فيه بشكل دائم من خلال أعمالها الفنية.
حسن أحمد رئيس جمعية المهن اليدوية تحدث عن اللغة الخاصة لكل حرفي لغة تترجمها عين الناظر، ويأمل أن ترى العين الفن, والابداع فيها، وهو يشارك بأعمال الشهيد الفنان محمد محسن أحمد مؤكداً دوره في الحفاظ على أعمال الشهيد مضيفاً لمسة منه.
أحلام بدران تعمل في حياكة الصوف كملابس الأطفال وغيرها الكثير، قالت إنها تشارك بالمعارض منذ خمس سنوات, وتؤكد فرحها بالسوق الذي هو معرض دائم للحرفيين.
نظمية إسماعيل مدربة المهن اليدوية, ومديرة السوق تحدثت عن الدعم لكل حرفي في المحافظة يعمل, وينتج, ويبيع.. وأن السوق موقع دائم للتدريب, والعمل والإبداع, والبيع.
(سيرياهوم نيوز-الوحدة21-2-2021)