آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » سوق الهال .. والمختار ..!؟

سوق الهال .. والمختار ..!؟

| سلمان عيسى

بدون مقدمات .. فان ٨ بالمئة من انتاج الفلاحين من الخضار والفاكهة يذهب الى التجار والسماسرة في اسواق الهال، وذلك بعد ان كانت .. وكما هو متعارف عليها سابقا انها واحد بالمئة .. بل ان هذه العمولة قد ترتفع الى ١٠ بالمئة لمنتجات محددة كالفريز مثلا .. ولا ندري ماهي عمولة – او سمسرة منتجات الخمس نجوم في هذه الايام كالمشمش والكرز والدراق ..

هذا دون اجرة العتالة .. و كلفة اللعب بالاوزان وغيرها .. ماهي الخدمات التي يقدمها هذا السمسار أو ذاك سوى انه يقوم بالوساطة لبيع الخضار أو الفاكهة إلى تجار نصف الجملة والمفرق دون وجود صاحب البضاعة في اغلب الاحيان .. لا أتحدث عن سوق هال واحد، بل أن هذه النسبة معمول بها في كافة أسواق الهال .. إذن ٨ – ١٠ بالمئة من انتاج الخضار والفاكهة بيد مجموعة سماسرة يفترض أن تشرف عل عملهم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك .. فهل يحقق الفلاح أرباحا من إنتاجه تعادل عمولة أسواق الهال .. ؟!

بعد كل كلف الزراعة من فلاحة و اجور الري وما يرافقها من ابتزاز للحصول على المحروقات .. إلى البذار والمبيدات .. إلى النايلون والعواصف والصقيع .. التأخر في مواعيد الري ما يهدد الموسم احيانا .. إلى عبوات الفلين وأجور العمال وأجور النقل.. فهل يحقق الفلاح ربحا حقيقيا يعادل عمولة السمسار..؟

لو أن الفلاح يحصل على هذه النسبة لما قام أي فلاح بترك محصوله دون قطاف .. ولا قام برميه في النهر كما فعل مزارع الخيار مؤخرا .. وللعلم فإنه مهما انخفضت الأسعار، لن تنخفض عمولة السمسار.. وستبقى خسائر الفلاح مضاعفة.. بل انه في كثير من الحالات يخفض الفلاح من خسارته بعدم إرسالها إلى أسواق الهال .. فهو بهذه الحالة يوفر سعر الفلين وأجور النقل .. وهذه بحد ذاتها أرباح محققة ..

ولأن الأمر والنهي هو في سوق الهال، يحق لنا أن نسأل عن جدوى الجولات التي يقوم بها مسؤولين حكوميين ال هذه الأسواق.. فقد قام وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أكثر من مرة بمداهمة سواق الهال في دمشق ( واستمتع ) بالطريقة التي يتم بها انسياب الخضار إلى الأسواق.. لكن لم يسأل عن الأرباح والخسائر، واجتمع إلى السماسرة واستمع إلى ( اوجاعهم ) لكنه لم يستمع.. ولم يكلف نفسه النظر إلى فلاح واحد ليعرف كم يتكبد من خسائر …؟!

بل أنه ظهر مثل مختار أحد الأحياء المخالفة .. لا حول ولا قوة .. من هذه الجولات الحكومية، زيارة معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك إلى سوق الهال في طرطوس منذ شهر تقريبا .. وتكللت بالنجاح ..!

الحلقة الأضعف في العملية الإنتاجية، هو المنتج .. في الزراعة والصناعة وكل الخدمات .. منتج الخدمة هو خاسر دائما طالما أن السماسرة هم أرباب السوق وقادته وأصحاب الرأي الأول والأخير ..

لذلك سيبقى الفلاح يرمي إنتاجه من الخضار والفاكهة على قارعة الطريق .. أو يترك هذا الإنتاج على امه .. وهو يردد نشيد الاتحاد العام للفلاحين مع الموافقة على نتائج تحليل بذار افاميا .. ويلعن الطبيعة بناء على رغبة اكثار البذار .. لأن كفها نظيفة ..؟!

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع18-6-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فليكن شعار المرحلة : احذروا الفتن ومعاً لبناء الوطن

  م.حسان نديم حسن نقف اليوم أمام تحدٍ يتطلب منا جميعاً التمسك بالحكمة والوعي وتجنب الإنجرار وراء الفتن والخطابات التحريضية . فالفتنة كما قيل ” ...