أثار تهديد الوزير في «كابينت الحرب»، بني غانتس، خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، بالانسحاب من حكومة الحرب في حال عدم إقرار استراتيجية واضحة، تتضمّن إعادة الأسرى المحتجزين وتقويض حكم حركة «حماس» في قطاع غزة، موجة واسعة من ردود الفعل في إسرائيل، وسط تراشق اتهامات على المستوى السياسي استمر حتى أمس. وأمهل غانتس، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حتى 8 حزيران المقبل «لتحديد استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها»، معبّراً عن اعتقاده بأن «أقلية صغيرة تسيطر على قيادة سفينة إسرائيل، وتقودها إلى المجهول»، في إشارة واضحة إلى حلفاء نتنياهو في اليمين المتطرّف، ولا سيما الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش. ورأى أنّ «جزءاً من السياسيين يفكّرون في أنفسهم»، مضيفاً أنه عند انضمامه الى «كابينت الحرب»، «كانت هناك وحدة قوية، ولكنْ في الفترة الأخيرة هناك تشويش»، مشدّداً على «الحاجة إلى تغيير فوري». كما وصف مقترح الصفقة الأخير الذي وافقت عليه حركة «حماس» بينما رفضه نتنياهو، بـ«المتوازن»، داعياً إلى «إقامة ائتلاف أوروبي – عربي لإدارة القطاع لا يشمل «حماس» ولا السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس». والجدير ذكره، هنا، أن غانتس يعبّر، إلى حد بعيد، عن التوجّهات الأميركية بهذا الخصوص، وأن دخوله «كابينت الحرب»، مع زميله غادي آيزنكوت، كان بدفع وتشجيع من الإدارة الأميركية. وبالتالي، فإن ما عرضه حول رؤيته لليوم التالي، يتساوق مع الرؤية الأميركية، ومع ما ناقشه الأميركيون خلال الأشهر الماضية مع بعض الدول العربية.في المقابل، ردّ نتنياهو على تصريحات غانتس، وقال إن الأخير بدلاً من أن يوجّه إنذاراً إلى «حماس»، قرّر تويجه إنذار إلى رئيس الحكومة. وأضاف نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه، أن «الشروط التي يضعها غانتس، معناها واضح، وهو نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلّي عن معظم المختطفين، وترك حماس على حالها، وإقامة دولة فلسطينية»، مضيفاً أن «جنودنا لم يسقطوا سدىً، وبالتأكيد ليس من أجل استبدال حماسستان بفتحستان». وعلى إثر ذلك، عاد مكتب غانتس، وردّ على نتنياهو بالقول إنه «إذا كانت حكومة الطوارئ مهمة بالنسبة إلى رئيس الوزراء، فعليه أن يجري المناقشات اللازمة، ويتّخذ القرارات اللازمة، وأن لا يماطل خوفاً من المتطرفين في حكومته».
سيتابع سوليفان زيارته للكيان اليوم على أن يلتقي غالانت وغانتس
من جانبه، هاجم بن غفير، غانتس، ووصفه بأنه «منافق وكاذب» ويعمل على تفكيك الحكومة. وأضاف: «بيني غانتس هو زعيم صغير، وكان منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى الحكومة منخرطاً بشكل أساسي في محاولات تفكيكها، ولم تكن رحلاته إلى واشنطن لإجراء محادثات ضد موقف رئيس الوزراء سوى جزء صغير من عمليات تخريبه». ودعا بن غفير، نتنياهو، إلى تغيير سياسة الحكومة، وقال: «لقد حان الوقت لتفكيك الحكومة بمفهومها الراهن، وتغيير السياسة إلى حكومة حازمة وقوية وحاسمة». وبدوره، علّق سموتريتش على تهديدات غانتس، وخاطبه قائلاً: «الخلط في الحرب هو بسببك وبسبب أعضاء الحكومة الذين، حتى بعد 7 أكتوبر، يواصلون الضغط من أجل وقف الحرب، وإقامة دولة فلسطينية تحت الضغط الأميركي». وأضاف: «دولتنا ستنتصر بغانتس ومن دونه بفضل المقاتلين الأبطال وشعب إسرائيل».
في هذا الوقت، وصل مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان إلى إسرائيل، أمس، قادماً من السعودية، حيث افتتح زيارته باجتماع مع نتنياهو، أشارت وسائل إعلام العدو إلى أنه «سيعرض خلاله على رئيس الحكومة الموقفين الأميركي والسعودي من اتفاق بين الأطراف الثلاثة». ونقل موقع «واينت» عن مسؤولين إسرائيليين تحدّثوا مع سوليفان، في الأيام الأخيرة، أن «انطباعهم هو أن سوليفان يولي أهمية بالغة لزيارته إسرائيل، وأنها قد تشكل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية». ووفقاً للمسؤولين ذاتهم، فإنه «من دون التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب على غزة وتصريح إيجابي من جانب نتنياهو حول دولة فلسطينية مستقبلية، سيتم تعليق اتفاق التطبيع لفترة طويلة». وأوضح سوليفان – بحسب التقرير – في محادثات مغلقة أنه «إذا أهدرنا هذه الفرصة فسنعلق في مشكلة كبيرة، والرأي العام الدولي ليس في صالح إسرائيل، والسنوار يضربنا بقوة». وتوجّه سوليفان إلى المسؤولين الإسرائيليين خلال تلك المحادثات، قائلاً: «انظروا إلى 13 نيسان (ليلة الهجوم الإيراني ضدّ إسرائيل)، فقد حافظت دول المنطقة على الاستراتيجية الإسرائيلية ودافعت عنها أمام إيران باعتراض الصواريخ والمُسيّرات. عليكم اختيار هذه الطريق، وإذا وافقتم، فسنتمكّن من تهدئة القتال في الشمال». وسيتابع سوليفان زيارته للكيان، اليوم، على أن يلتقي وزير الأمن يوآف غالانت، وعضو «كابينت الحرب»، بيني غانتس.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية