بقلم:معد عيسى
قال السوريون كلمتهم في موضوع الانتخابات الرئاسية بشكل حاسم ولم يبق للصناديق دور سوى تحديد الفائز بهذه الانتخابات، وكان أبلغ رد سمعته في مسألة المشاركة بالانتخابات ما قاله الشاب السوري الذي تمّ تكسير سيارته في لبنان عندما ردّ على أحد الإعلاميين اللبنانيين عندما سأله عن موقفه من تكسير سيارته، حيث قال له (لا يهم، هم كسّروا السيارة، ولكن نحن كسرنا مشروعهم)، نعم الشعب السوري عبّر في الداخل والخارج عن إرادته وتحدى كلّ من تآمر وخانّ وحاصر وشكك وقتل ودمّر، ومَن تابع حملات التأييد قرأ الرد في الساحات والشوارع والمسيرات والمضافات، في وجوه الكبار والصغار. قرار المشاركة بات أمراً محسوماً ليس لأحد أن يشكك فيه بعد كلّ هذه المؤشرات، ولكنه رسّخ لمفاهيم وقيم التضحية والشهادة و الإرادة والسيادة والانتصار وصوابية نهج الدولة السورية، ورسّخ أهمية الدولة السورية في رسم المحاور الجديدة للعالم وإلغاء القطبية الأحادية، وهذا ما يُمكن قراءته من تغيير مواقف كثير من الدول ولا سيما العربية من الأزمة في سورية والانتخابات الرئاسية. الشرعية لا يُمكن لأحد أن يمنحها غير الشعب، والقرار الحرّ السيادي لا يُمكن أن يصدر إلا عن إرادة قيادة حكيمة مُتسلحة بشرعية الشعب والانتماء للوطن ومَن لا يملك الشرعية والإرادة والانتماء فهو خائن وسيكون مُطية للأعداء والمتآمرين، وسيكون عدواً للشعب والوطن، ولكن سيأتي يوم وتتخلى عنه الجهات المُشغلة التي بدورها ستنكسر وتنهزم مهما طال الزمن، ودروس التاريخ أبقى مثال لهزائم الغزاة والمتآمرين والخونة. غداً يوم صمت، وبعد غد يوم قول وفصل، وما بعد سيكون أيام عمل لتحسين الواقع المعيشي لمواطن أثبت حبه وانتماءه وإخلاصه للوطن، ستكون أياماً للبناء وإعادة الإعمار والمحاسبة وملاحقة الفاسدين وبناء مؤسسات الدولة القوية.
(سيرياهوم نيوز-الثورة24-5-2021)