آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » سياسة «القصف الجوي» تتوسّع: طولكرم هدفاً متجدّداً للعدوان

سياسة «القصف الجوي» تتوسّع: طولكرم هدفاً متجدّداً للعدوان

 

 

 

شيّعت طولكرم، أمس، ثلاثة شهداء ارتقوا في العدوان الإسرائيلي المتجدّد على المدينة ومخيمها، والذي يشكل آخر فصول المجزرة المفتوحة في الضفة الغربية المحتلة، منذ السابع من أكتوبر. وجرى اغتيال كل من عماد تيسير شريم (34 عاماً)، ومعاوية الحاج أحمد (23 عاماً)، ووسيم عنبر (24 عاماً)، خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، حيث طبّقت، كالمعتاد، استراتيجية «طنجرة الضغط»، واستهدفت الشبان بقصف من طائرة مُسيّرة، في استكمال لهجمات جوية جرى تكثيفها أخيراً، على غرار تلك التي نفّذها العدو أوائل الشهر الجاري، حين اغتال، وعلى دفعتَين، 9 مقاومين بالطائرات المُسيّرة في طولكرم. ويجيء لجوء الاحتلال إلى توسيع دائرة القتل، عقب فشل عمليات الضغط التي قادها سابقاً في تأليب الحاضنة الشعبية، والتي تعيد عقب كل عدوان تأكيد تمسّكها بنهج المقاومة. كما تأتي العملية كترجمة متجدّدة للتصريحات والمواقف الفاشية التي يصدرها أقطاب حكومة العدو، ولا سيّما وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال الشهر الماضي لمستوطنين في مستوطنات قريبة من طولكرم، إنه «يجب القضاء على التهديد الذي تمثّله طولكرم ويختفي من العالم»، متوعّداً بتحويل المدينة إلى «خراب». وبدأ الحدث، ليل الأربعاء – الخميس، باقتحام قوات الاحتلال بآلياتها العسكرية وجرافاتها الثقيلة، المدينة، من محورها الغربي، وتقدّمها في اتجاه أحيائها الغربية والشرقية، حيث تمركزت في محيط مستشفيي «الإسراء التخصصي» و«ثابت ثابت الحكومي»، ومحيط مقر المقاطعة المحاذي للمخيم، فيما انتشرت آليات عسكرية أخرى على طول شارع نابلس المحاذي لمدخل المخيم الشمالي، وفي ضاحية ذنابة الملاصقة له. كما نشرت القوات المقتحِمة قناصتها على المباني الكاشفة، في حين استهدفها المقاومون بالأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة. وعلى وقع الاشتباكات، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية متتالية، ترافقها جرافات عسكرية من نوع «D9» ألحقت دماراً واسعاً بالمخيم، على غرار ما يجري في كل مرة، إذ جرى تجريف البنية التحتية في حارات حمام، والمدارس، وقاقون، والمقاطعة، والبلاونة، والمربعة، والعكاشة، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة من منازل ومحالّ تجارية على طول شارع الخدمات وسط المخيم. كذلك، حاصر جنود العدو منزلاً في ضاحية إكتابا شرق المدينة، وأطلقوا قذيفة «أنيرغا» تجاهه، ما تسبّب باندلاع النيران في محيطه واحتراق مركبة بالكامل، وتضرر المنزل، من دون وقوع إصابات.

اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى على شكل مجموعات

 

وفي وقت لاحق، استهدف طيران الاحتلال المُسيّر أحد المنازل في المخيم، ما أسفر عن ثلاث إصابات، أعلن «الهلال الأحمر الفلسطيني» استشهاد أصحابها، فضلاً عن سقوط 4 جرحى. وطوال مدة الاقتحام، تناوبت الفصائل المقاومة في طولكرم على إصدار بيانات أعلنت فيها تصدّيها للقوات المقتحمة. ونشرت «كتائب القسام» مشاهد من اشتباك مقاتليها مع قوات الاحتلال على محور البلاونة في المخيم. كما أعلنت «القسام» أنها استهدفت، بالاشتراك مع «مجموعات الرد السريع» (كتائب شهداء الأقصى)، جرافة «D9» في حارة العكاشة، وأصابتها «بشكل مباشر»، وبدورها، قالت «سرايا القدس- كتيبة طولكرم» إن مقاتليها خاضوا «اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المقتحمة في محور المربعة، محقّقين إصابات مباشرة»، بينما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى – طولكرم» أن مقاتليها يخوضون «اشتباكات ضارية مع قوات العدو في مختلف محاور القتال، بالأسلحة الرشاشة، ويفجّرون عدداً من العبوات الشديدة الانفجار بجنوده وآلياته، محقّقين إصابات مباشرة في صفوفه. وأظهرت عدة مقاطع فيديو متداولة لحظة تفجير المقاومين عبوة ناسفة بجرافة عسكرية في المخيم، وصوراً لجعبة أحد جنود الاحتلال بعد إصابته، ما اضطر جيش العدو إلى الاعتراف بإصابة أحد جنوده.

وقبيل انسحاب قوات الاحتلال من طولكرم ومخيمها، اقتحمت بلدة بلعا شرق المدينة، حيث اعتقلت شاباً من المخيم، ليرتفع عدد المعتقلين في الضفة، يومَي الأربعاء والخميس، إلى 25 فلسطينياً على الأقل، بينهم سيدتان، بالإضافة إلى طفل، ومعتقلان سابقان، ولتتجاوز الحصيلة 10 آلاف و200 معتقل في الضفة، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وفقاً لبيان مشترك أصدرته «هيئة شؤون الأسرى» و«نادي الأسير الفلسطيني». وبعد عملية عسكرية استمرت 14 ساعة، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء عملياته في طولكرم، وقال إنه قام بتصفية مجموعة من المسلحين عبر الجو، مدّعياً أنه تمكّن، بالتعاون مع «الشاباك»، من «تدمير معملين للمتفجّرات وتفجير شقة سكنية لمطلوبين واعتقال أحدهم وتحييد عبوات ناسفة زُرعت على جوانب الطرق لاستهداف آلياته». وبالتزامن مع العملية، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوساً تلمودية، بحماية قوات الاحتلال، فيما حوّلت شرطة العدو البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، وانتشر المئات من عناصرها على مسافات متقاربة، وخصوصاً عند بوابات المسجد.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الجيش السوداني يحرّر “سنجة” بولاية سنار.. والبرهان يؤكد أهمية محاربة الإرهاب

    أعلن الجيش السوداني تحرير منطقة “سنجة” في ولاية سنار جنوب العاصمة الخرطوم واستعادة السيطرة عليها من قوات “الدعم السريع”.   وتعد سيطرة الجيش ...