عمر الطويل
نجحت إنجي عبود من محافظة السويداء بتوظيف المسامير والخيطان بتشكيل فني على قطع خشبية لتصنيع مجموعة تحف وذلك ضمن مشروعها متناهي الصغر الذي أطلقته قبل نحو عام.
المشروع حسب إنجي 52 عاماً جاء انعكاساً لهواية عاشتها في طفولتها ببلاد الاغتراب وعملت على تطويرها بهدف تأمين هذه التحف للراغبين باقتنائها وإثبات حضورها الفاعل بالمجتمع بغض النظر عن أي مسألة مادية.
ولفتت إنجي لمراسل سانا إلى أنها تقوم بشراء الألواح الخشبية الكاملة وقصها عند النجار بالأشكال التي تريدها ثم طلائها والرسم عليها بأدوات بسيطة تتمثل بالمسامير الصغيرة والخيطان المتنوعة مع إنارة بعض القطع أحياناً لتقوم فيما بعد بتسويقها إما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر المشاركة بالمعارض أو بناء على الطلبات المقدمة لها.
وأكدت أن أعمالها تحتاج إلى وقت وجهد وفقاً لنوع التصميم لأن لكل لوحة طريقة عمل مختلفة عن الأخرى لجهة مراعاة نوع الخيوط وكثافتها وسماكتها وتناسبها مع أرضية الخشب التي تشكل الأرضية الأساسية للأعمال.
إنجي تصنع تحفها ضمن منزلها وجزء من محلها الخاص بالقطنيات ولديها طموح للتوسع بالعمل وإقامة صالة عرض خاصة بها موجهة رسالة لكل سيدة لديها مهارات يدوية بأن تتجاوز كل عائق يقف في طريقها وتدخل ميدان العمل الذي يعزز مكانتها بالمجتمع.
ووفقاً للمختصة بالأعمال اليدوية ورد الصباغ فإن عمل إنجي متقن يحمل دقة ولمسات إبداعية وتفاصيل جميلة ما جعلها تترك بصمة واضحة بهذا المجال.
أما ريما الشاعر ولقبها أم وليد 52 عاماً فبينت أنها تقضي ساعات طويلة بالعمل تبدأ من السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساء ضمن مشروعها متناهي الصغر الذي يعتمد على تصنيع الألبان والأجبان والسمن العربي والزبدة بما يحقق مصدراً داعماً لها ولأسرتها بمدينة السويداء.
المشروع يعكس جهود أم وليد التي تصر على الاستمرار فيه ومواجهة الأعباء المطلوبة منها لدفع أجور منزلها والمحل الخاص بالمشروع (المستأجر) وتربية ابنة شقيقها ومساعدة ابنتها بتأمين مصاريف دراستها الجامعية كما ذكرت لمراسل سانا.
وبينت الشاعر أن فكرة المشروع انطلقت من المنزل قبل 6 سنوات بالتعامل مع كميات محدودة من الحليب وتصنيعها إلى أن تطورت وتكللت بالنجاح العام الماضي وتحولت للعمل ضمن محل صغير عقب تلقيها الدعم والتمويل من برنامج الأمم المتحدة الانمائي في سورية.
نحو 70 كغ من الحليب تتسوقها أم وليد يومياً وتقوم بتصنيعها وبيعها إما بشكل مباشر عبر محلها أو بناء على طلبات الزبائن كما أنها تقوم بتصنيع المنتجات الغذائية اليدوية ذات الطابع المحلي كالزلابية والمرشم والمغربية مع سعيها المتواصل لتطوير مشروعها.
واختتمت الشاعر حديثها بالقول: “أحب النجاح واستثمار الوقت بشيء مفيد” موجهة رسالة لكل امرأة بأن تعتمد على ذاتها لإثبات وجودها بالمجتمع.
ووفقاً لمنسق مشروع (من الفكرة إلى المشروع) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية عبادة الصباغ فإنه تم دعم مشروع ريما بمستلزمات المحل والمواد الأولية بعد خضوعها لدورات بمجال ريادة الأعمال والتسويق وتصنيع الألبان والأجبان ما أسهم بتحويل عملها المنزلي إلى مشروع دخلت من خلاله إلى السوق.
سيرياهوم نيوز 6 سانا