آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » سيناريوات افتراضية: كيف وصلت المقاتلات الإسرائيلية إلى الدوحة لتقصفها؟

سيناريوات افتراضية: كيف وصلت المقاتلات الإسرائيلية إلى الدوحة لتقصفها؟

 

غاندي المهتار

 

في 9 أيلول/سبتمبر 2025، شنت إسرائيل عملية “قمة النار”، فنفذت غارة جوية بعيدة المدى غير مسبوقة لاغتيال قادة “حماس” المستقرّين في العاصمة القطرية الدوحة.

 

 

 

بحسب تقرير في “غلف نيوز”، استخدم سلاح الجو الإسرائيلي في العملية 15 مقاتلة، قطعت 2250 كيلومتراً من قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية إلى الدوحة، فاضطرت إلى التزوّد بالوقود في الجو، لتطلق أكثر من 10 صواريخ دقيقة على هدف واحد في منطقة بحيرة الخليج الغربي في قطر.

 

 

 

يعتقد خبراء عسكريون أن إسرائيل استخدمت مقاتلات “شبح” من طراز “F-35I Adir”، رافقتها مقاتلات “F-15I Ra’am” للحماية وتقديم الدعم عند الحاجة.

 

 

 

 

 

زوّدت هذه المقاتلات بخزانات وقود خارجية، وسُلِّحت بصواريخ مواجهة بعيدة المدى، قادرة على ضرب الهدف من خارج المجال الجوي القطري. وكان رئيس الوزراء القطري قد أكد أن إسرائيل استخدمت “أسلحة لم يستطع الرادار اكتشافها”، مسلّطاً الضوء بذلك على قدرات التخفّي المستخدمة في العملية الجوية.

 

 

يرسم الخبراء 4 مسارات يمكن إسرائيل الوصول عبرها إلى الهدف المطلوب تدميره في الدوحة.

 

 

 

المسار الأول: المسلك الجنوبي عبر الأجواء السعودية

 

يرجّح الخبراء أن تكون رحلة “قمة النار” قد توجّهت شرقاً، لتعبر المجال الجويّ للمملكة العربية السعودية. وهذا المسار ممكن لأن الأجواء السعودية مفتوحة للعبور منذ تموز/يوليو 2022، حتى للخطوط الجوية المدنية الإسرائيلية، وربما تكون إسرائيل قد انتهزت الفرصة التي يقدّمها هذا السماح. ويضيف آخرون أن المسلك الجنوبي عبر السعودية هو الأشد أماناً، ويوفر خيارات هرب أكثر للمقاتلات الإسرائيلية عبر شبه الجزيرة العربية باتجاه الخليج العربي.

 

لكن هذا ليس ممكناً؛ فالرياض لم تكن لتسمح بعبور مقاتلات حربية مجالها الجويّ لتغير على دولة خليجية، كما أن السماح بعبور مجالها الجويّ محصور بالطائرات المدنية والتجارية.

 

 

المسار الثاني: المسلك الشمالي

 

هذه الفرضية شبه مستحيلة، فالأردن والعراق يرفضان عبور المقاتلات الإسرائيلية مجالهما الجوي. وكانت قيادة القوات المسلحة الأردنية قد أصدرت بياناً رسمياً نفت فيه مزاعم استخدام المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي الأردني، ووصفتها بأنها “تلفيقات كاذبة لا أساس لها من الصحة”.

 

 

 

نتنياهو خلال الإشراف على عملية اغتيال قادة حماس الفاشلة في الدوحة

نتنياهو خلال الإشراف على عملية اغتيال قادة حماس الفاشلة في الدوحة

 

 

المسار الثالث: المسلك البحري

 

انطلاقاً من السرية التي أحاطت بهذه العملية، من لحظة اتخاذ القرار بتنفيذها إلى لحظة إطلاق الصواريخ، ربما تكون المقاتلات الإسرائيلية قد استهدفت مقر حماس في الدوحة بصواريخ موجهة أطلقتها من المياه الدولية في الخليج العربي، بحسب “يديعوت أحرونوت” العبرية، فاستخدام صواريخ دقيقة يزيد مداها الأقصى عن 300 كيلومتر يسمح بشنّ ضربات من دون تحليق المقاتلات فعلياً فوق الأراضي القطرية.

 

 

 

وفي تقرير سلّط الضوء على فشل منظومة الدفاع الجوي القطرية من التصدي للغارة، على الرغم من أسطول مقاتلات “Rafale” و “Typhoon” و”F-15QA” التي يتألف منها سلاح الجوي القطري، يفترض موقع Defense Security Asia أن تكون إسرائيل قد استخدمت في الغارة صواريخ “كروز”، أطلقتها من غواصات “Daulphin” تابعة للبحرية الإسرائيلية، تمركزت في مياه الخليج العربي الدولية، كما يرجح الموقع نفسه أن تكون إسرائيل قد استخدمت في العملية مسيّرات بعيدة المدى من طراز “IAI Eitan”.

 

 

 

المسار الرابع، وهو الأكثر ترجيحاً: عبور الأجواء السورية والعراقية،

 

فالطيران الحربي الإسرائيلي ناشط فوق سوريا والعراق، من دون معوّقات، وهذا يسمح لإسرائيل بحرية الحركة، لتصل إلى المياه الدولية في الخليج العربي.

 

 

 

تفاصيل إضافية

 

أياً يكن المسلك، فلا يمكن المقاتلات الإسرائيلية أن تقطع مسافة 2250 كيلومتراً ذهاباً وإياباً بين إسرائيل وقطر من دون التزوّد بالوقود جواً. فلا بد من أن هذه المقاتلات احتاجت إلى حاملات وقود من طراز “KC-707 Saknai” لإتمام المهمة.

 

 

 

وما يثير الاهتمام هو أن ناقلة وقود بريطانية من طراز “Voyager”، تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، كانت تجري تدريبات فوق قطر لحظة الهجوم، رغم أن المسؤولين البريطانيين أكدوا أن هذه الناقلة كانت جزءاً من مناورات “الصقر الجارح” السنوية التي تجري في قطر، وهي غير متوافقة مع أنظمة التزوّد بالوقود في المقاتلات الإسرائيلية.

 

 

 

 

 

استغرق التخطيط المكثف لهذه العملية، التي أرادت منها إسرائيل الخلاص نهائياً من قيادة حماس في الخارج، شهرين إلى ثلاثة أشهر. ومرجّح أن تكون إسرائيل قد استخدمت قدرات إلكترونية متطورة للتشويش على رادارات الدفاع الجوي القطرية، ولاستغلال نقاط الضعف في أنظمة الإنذار المبكر التي توفرها الولايات المتحدة لقطر.

 

 

 

ففشل أنظمة باتريوت PAC-3 وNASAMS المتقدّمة المستخدمة للدفاع الجوي في قطر، التي تستضيف قاعدة العديد الأميركية، في اكتشاف التهديد الجوي واعتراضه، إشارة إلى أمرٍ من اثنين: تشويش إلكتروني لا يمكن ردّه، أو حسن استغلال لـ”نقاط عمياء” في أنظمة الرادار الأميركية.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السعودية تواصل حملتها لحظر الحركة في لبنان: «حماس» في السراي الكبير

  آمال خليل       حلّت حركة «حماس» أمس ضيفة في السراي الحكومي الكبير، حيث التقى ممثّلها في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي رئيس ...