مركز الثقل الصهيوني المتشدّد في الحزب الديمقراطي الأمريكي هو الذي يمنع أركان حملة المرشحة كامالا هاريس من التواصل بمعنى منتج سياسيا مع قادة ورموز الحراك العربي الفلسطيني والإسلامي الذي يمثل أصوات الأقليات خصوصا في 5 ولايات متأرجحة.
ومع مُرور الوقت على يوم الاستحقاق الانتخابي يمكن القول إن حملة هاريس لا تجد صيغة للتواصل مع ما لا يقل عن 400 ألف من الأصوات قد تكون محتاجة لها بشدّة في 4 ولايات على الأقل تمثل أصوات الديمقراطيين واليهود المضادين لإسرائيل وأصوات العرب والمسلمين وبعض الأقليات والديمقراطيين اليساريين أو منظمات فتية اليسار والذين تعبر عنهم معا مؤسسات موحدة الآن.
حملة هاريس حاولت مخاطبة هؤلاء عدة مرات وعنوان الخطاب هو حرب الإبادة التي يشملها الجيش الإسرائيلي على أهل قطاع غزة.
لكن مركز القرار المتصهين والمتشدد والذي يناصر حكومة اليمين الإسرائيلي في الحزب الديمقراطي الأمريكي هو الذي يحول الآن دون أن تندفع حملة المرشحة هاريس باتجاه تقديم وعود ولو تكتيكيا لممثلي تلك الأصوات يطالبون فيها علنا على امل تحصيل دعمهم ودفعهم باتجاه التصويت هاريس في اللحظات الأخيرة خصوصا قبل ثمانية أيام من الانتخابات الرئاسية يعتقد فيها بأن الاستطلاعات تشير إلى تفوق نسبي ملحوظ للمرشح الجمهوري دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية.
الواضح حسب الأقليات المُناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني أن مطالب هذه الأقليات، والحديث هنا عن أصوات تتحرك في فضاء نحو نصف مليون من الأصوات على الاقل أعلنت تعليق تأييدها لهاريس بمطالب محددة وممثلي هذه الاصوات يعلنون انهم يحتاجون إلى الحد الأدنى من التزامات المرشحة هاريس قبل اتخاذ قرار بالتصويت الجماعي لها في انتخابات الرئاسة المقبلة.
والحد الأدنى تم تقليصه مؤخرا فقد سبق أن قدمت لحملة هاريس مذكرة تتضمن سبع مطالبات اعتبرتها اوساط الحملة ثم اوساط الحزب الديمقراطي الامريكي مبالغ فيها وغير منطقية لكن الحوارات التي جرت مع بعض موفدي حملة هاريس انتهت بالتوصل إلى ما يعتبره المسؤولون عن تلك الأصوات اليوم بالحد الأدنى المقبول وهو أن تعلن المرشحة هاريس أنها خلال فترة رئاستها في حال فوزها ستدعم إنشاء دولة فلسطينية.
ويعتبر الخبراء أن إطلاق هذا الالتزام والوعد الذي لن يكون ملزما تماما لهاريس بكل حال وحده كفيل بإقناع الأغلبية العربية والإسلامية والتي تمثل الأقليات بأن صوتها السياسي له قيمة في الحسابات الانتخابية حتى لو لم ينتهي الأمر بتنفيذ الالتزام.
وثمة شرط آخر تم إرساله مؤخرا لحملة هاريس ويتمثل في أن تستخدم في تعبيراتها عبارة تنتقد فيها أعمال الإبادة التي تجري في قطاع غزة.
الشرطان ترفضهما الأوساط المتشددة في الحزب الديمقراطي الأمريكي لا بل تمنع اوساط حملة مكتب هاريس الانتخابي من عقد لقاءات على اساس التفاوض حول صيغة وسطية تحاول عبرها المرشحة هاريس مُخاطبة هؤلاء المصوتين بصيغة وسطية معتدلة يُمكن أن تقود إلى النتيجة وتنقلهم من دائرة عدم التصويت بمعنى الامتناع عن الإدلاء بالأصوات إلى دائرة التصويت للمرشحة هاريس.
في المقابل لم يتم الاعلان عن التوصل إلى أي تفاهم مع حملة هاريس حتى هذه اللحظة.
وأغلب التقدير أن المنظمات التي تشرف على هذه الأصوات والتي تمثل الأقليات وبعض اليساريين الديمقراطيين والمسلمين والفلسطينيين والعرب من الأمريكيين ستذهب باتجاه تعويم صفقات التفاوض في اللحظات الأخيرة علما بأن الأوساط التي تساند إسرائيل في الحزب الديمقراطي الأمريكي بدأت مبكرا وقبل نحو أسبوع من الاستحقاق الانتخابي اتهام تلك الأصوات بأنها ستصوت وتخدم في النهاية المرشح ترامب.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم