آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » شآمي كانت وستبقى …

شآمي كانت وستبقى …

سليمان الصدي

منك يا شآمي يستمد الجمال آياته، ذلك الجمال الذي لا تضيف إليه ولا يمكنك أن تنقص منه، فيا دمشق العطاء، لقد وجدتُ فراشات روحك تحلّق بين أفانين الربا، وأبى غصنك الجميل إلا أن يتمطّر بالندى، وكلما داعبته الريح توشّح بالازهرار وتقدّح بالبياض. لقد فاض الجمال عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه.. وإن غيّم ظلام الحرب عليك لسنوات يبقى صوت الله ينشر الأمل في ربوع أرضك، ويظلُّ الفرح المؤجل بين الحلم، والأمنية، والقدر والنصيب، وتبقى الأشياء الجميلة تختبئ خلف العسر دائماً ،لينبجس الجمال مرةً أخرى، ويعقبه الفرح العنيد.. يا أرض الطهر والنقاء، يا موطئ قدم الأنبياء.. مساحة عشقي لك بلا حدود.. ومساحة حزني من أجلك بلا حدود. فأجمل الشعر عيناك. منك شِعري، ومنك إلهامي منذ وعيت وجودي، لأنك حبيبتي أستحق الحياة. ظننت حين اغتربت أني أستطيع أن أحتويك بقلبي أينما اتجهت لكني وجدت أني بحاجة إلى قلب في وسع الكون لأستطيع احتواءك. أنت تعرشين في قلبي، وتملكين حياتي، كتبت الكثير لأجلك، حلمت بعرس يسود بلدي ويجمع أبناءه بمختلف انتماءاتهم، حلمت بالسعادة على أرضك حيث الجميع يد واحدة وقلب واحد، حلمت بالحب ديناً وبالانتماء إليك طائفة، وقلقت حين شهدت ما يجري على أرضك الطاهرة لكن صوتاً قادماً منك طمأنني إلى أن أرض الطهر والسلام ستتوقد دائماً شعراً على شفاهنا، وتحرك جمر الهوى بقلوبنا…. شآمي كانت وستبقى. أغادرك وأنت تسكنين الروح، وكلّي أمل بعودة قريبة إليك.. لقد زرعت نفسي أكثر بك.. وروحي تهيم وتحط رحالها عندك يا من ملكت الروح والفكر والوجدان.

(سيرياهوم نيو3-صفحة الكاتب23-10-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أدباء واجهوا الظلم .. فكانوا شعلة حق لا تغيب

عبر التاريخ ثمة مبدعين حقيقيين استجابوا لنداء المرحلة، ولمشاعر غَزَلَتها ظروف الاحتلال، فواكبوا الأحداث وكتبوا عنها ووثقوها فكانت كلماتهم وإبداعاتهم أقوى من الرصاصة التي يطلقها ...