حنان سويد
“جدولاتك مجنونة”، “يا وليف الزين”، “على مملكتي السعيدة” وغيرها من مئات الأغنيات التي أحبها الجمهور وحصدت إعجابه على مدى خمسين عاماً كانت من ثمرات إنتاج الشاعر المبدع عصام جنيد.
وعن تجربته في كتابة الأغنية العربية يبين جنيد في مقابلة مع سانا الثقافية أن بداياته بزغت مع قراءة الكتب في المنزل والمركز الثقافي بحمص والاهتمام بشعرى الزجل اللبناني والسوري لينتج كتابات شعرية في المرحلة الإعدادية حظيت بإعجاب والده وأساتذته في المدرسة الذين أثنوا عليه وشجعوه ليخرج بكتيب صغير وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة نال إعجاب الشاعر الكبير عبد الكريم الناعم الذي دفعه للمشاركة في البرنامج الإذاعي “كرم وعناقيد” منطلقاً منه باتجاه كتابة الأغنية العربية خلال سبعينيات القرن الماضي.
ويستذكر الشاعر جنيد وهو من مواليد بلدة سلحب في مصياف عام 1950 كيف تفاجأ الشاعر علي كنعان مدير البرامج الإذاعية وقتها بموهبته وهو لم يبلغ بعد العشرين ورغم أن برنامج “كرم وعناقيد” كان وقتها حكراً على ثلاثة شعراء كبار هم حسين حمزة وعيسى أيوب ومحمد جوهر غير أن إعجابه بقصائد الشاعر الشاب جعله يسجل له مباشرة ثماني حلقات بإشراف مهندس الصوت وقتها محمد عنقا وهذه أول مرة تحدث في الإذاعة السورية لتكون نقطة البداية لولادة شاعر الأغنية العربية.
ويشير جنيد إلى أنه بعد توقف البرنامج الإذاعي المذكور لم يتخل كنعان عنه بل شجعه على كتابة أغان على غرار ما يسمعه حينها وفعلاً كتب 4 أغان 3 منها أخذها ملحنون وكانت الأولى أغنية “يابو الجبين العالي” وغنتها المطربة الراحلة نور الصباح واثنتان غناهما الملحن المشهور مصطفى كريدية إحداهما وطنية بمناسبة بناء سد الفرات وكان لها صدى كبير حينها.
وتتالت أغاني جنيد لتتجاوز الـ 800 قدمها للإذاعة السورية وغناها مشاهير الفنانين العرب مثل نجيب السراج وصباح وفؤاد غازي وعازار حبيب ومحمد جمال ودلال الشمالي وطروب وإلياس كرم ووائل كفوري وغيرهم من الفنانين السوريين واللبنانيين والتي ما زالت تطرب أسماعنا حتى وقتنا الحالي.
وحول ما إذا كان يقدم الأغنية لكل من يطرق بابه من الفنانين ذكر جنيد أنه فعلها ذات مرة وقدم أغنية لأحد المطربين ليشارك في البرنامج اللبناني المعروف “إستديو الفن” ولكن الفنانة صباح انتبهت لذلك وعاتبته ومن حينها لم يعد يعطي كلماته لأي مغن لأنه توصل إلى أنه حين يعطي للمطرب رقم واحد سيكون الشاعر رقم واحد ومن يعطي للرقم عشرة سينزل إلى الرقم نفسه.
وعن واقع الأغنية العربية اليوم وصفه جنيد بأنه في حالة ترد بسبب الاستسهال بالشعر واللحن والصوت معتبراً أن للأغنية وظيفة ثقافية واجتماعية وترفيهية معاً لا يمكن الاستسهال بها.
وأضاف جنيد: “نحن في مواجهة ثورة غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا تستهدف كل شيء فينا بما في ذلك أغنيتنا” معرباً عن ثقته بوجود كتاب وشعراء حاضرين يعملون على النهوض بالأغنية أمثال فادى مرجان وحسان يوسف.
وحول رأيه بتقنية الفيديو كليب وما إذا كان يؤثر سلباً على مضمون الأغنية أبدى جنيد مناصرته لهذه التقنية عندما تقدم بشكل مدروس يخدم موضوع الأغنية.
ورغم أن شاعرنا يمتلك صوتاً جميلاً لكنه لم يغن وإنما كان يستشار أحياناً في التلحين معتبراً أن الإذاعات لم تعد تقدم الفن الحقيقي بشكله الصحيح لأنها لم تعد تستشير المطرب والملحن والشاعر كما كان في السابق وأصبحت الأغنية وسيلة لكسب المال فقط حيث تسجل سنوياً بالمئات في إستديوهات خاصة ما ساهم بتراجعها.
وختم جنيد الذي يحمل إجازة في اللغة العربية وعمل مدرساً في ثانويات حمص وتنقل ما بين دمشق وبيروت أن الأغنية ونجوميتها سرقته وقدمته للناس بالشكل الصحيح وهو ما يصفه بالمكسب الحقيقي والجائزة التي نالها وإن كانت أبعدته شخصياً عن الأضواء ولم تسعفه في طبع أشعاره التي لا تزال مخطوطات باستثناء ديوان له حمل اسم “مشوار”.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا