| عبد الله ذبيان
كان الطفلان بحجم “كفّ اليد” ووزنهما مثل علبة صودا، ويمكن رؤية أعضائهما بسبب جلدهما الشفاف، واستخدم الأطباء إبرة بحجم أقل من 2 مليمتر، أي بحجم إبرة حياكة رفيعة، لإمدادهما بالتغذية.
يتسمّر الأهل للحظات، منذ معرفتهم بأن الأم “حامل، برهات انتظار طويلة يعيشها ويعايشها الوالدان قد تمتد إلى لحظة إبلاغ الطبيب أن الطفل بخير، وهو وأنه أتى إلى هذه الحياة بنموٍّ طبيعي 100%.
ولكم أن تسألوا عن عدد الحالات القيصرية الطارئة، وما تتركه من ندوبٍ وتأثيرات على الأم والطفل، وبالتالي على العائلة بمجملها،حيث سنضيء على حالة ولادة قيصرية عالمية نادرة، محاولين استطلاع رأي طبيّ فيها.
فقد دخل توأم بحجم كفّ اليد موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، باعتبارهما الأخف وزناً والأقل عمراً عند الولادة، في حادثة وصفت بـ “المعجزة”. (أدخل رابط صفحة غينيس لمشاهدة الصور كاملةً).
وأفادت شبكة “سي إن إن” الأميركية، أن الأطباء أبلغوا الأبوين شاكينا راجيندرام (35 عاماً) وكيفين ناداراجاه (37 عاماً) أن التوأم المنتظر لن يتمكنا من البقاء على قيد الحياة بعد الولادة، بعد أن كان لزاماً أن تلد بينما لم يمض على حملها سوى 21 أسبوعا و 5 أيام فقط، أي قبل موعد الولادة بنحو 4 أشهر.
وأشار التقرير الطبي أن الأبوين انتقلا إلى مستشفى ماونت سايناي المتخصص في تورنتو المتخصص في هذا النوع من الولادة، وكانت الأم عازمة على إبقاء حملها بضعة ساعات أخرى.
وبعد ساعة واحدة فقط من منتصف ليل 4 آذار/ مارس 2022، في الأسبوع 22 من الحمل، ولدت “أديل” بوزن أقل من 330 غراما، ثم انضم إليها شقيقها أدرايل بعد 23 دقيقة بوزن أقل من 420 غراماً.
وتزداد المشكلات بشكلٍ خاص للأطفال المولودين قبل الأسبوع السادس والعشرين من الحمل ويقل وزنهم عن 700 غرام.
ووجدت دراسة أن الأطفال المولودين في عمر 22 أسبوعاً، الذين يتلقون علاجاً طبياً لديهم معدلات بقاء تتراوح من 25 % إلى 50 %.
وكان الطفلان بحجم “كفّ اليد” ووزنهما مثل علبة صودا، ويمكن رؤية أعضائهما بسبب جلدهما الشفاف، واستخدم الأطباء إبرة بحجم أقل من 2 مليمتر، أي بحجم إبرة حياكة رفيعة، لإمدادهما بالتغذية.
سليقاني للميادين نت: المشاكل تستمر مع بعض الأطفال
د. برنارد سليقاني يقول للميادين نت إن الأطباء يلجأون الولادة القيصرية عندما يعتقدون أنها أكثرُ أمانًا من الولادة الطبيعية للمرأة أو للرضيع أو لكليهما، كما هيَ الحال في الحالات التالية:
-عندما يتقدم المخاض ببطءٍ شديد.
-عندما يكون الجنين في وضعيَّة غير طبيعيَّة، مثل المجيء المقعدي (الإليتين أولاً).
-عندما يكون معدل ضربات قلب الجنين غير طبيعي، ممَّا يشير إلى وجود ضائقة جنينيَّة.
-عندما يكون النزف مفرطاً، ما يشير إلى أنَّ المشيمة قد تنفصل عن الرحم في وقت مبكر جدًا (انفصال المشيمة).
عندما تكون المرأة قد خضعت لأكثر من ولادة قيصرية في وقتٍ سابقٍ (عادةً)
وإذ يعتبر أن الحالة التي دخلت “غينيس” نادرة جداً، وأن وضع التوأمين “حساس”، يوضح: “في الماضي، وبعد خضوع المرأة لولادة قيصريَّة، كان الأطباء يوصون بإجراء الولادة القيصرية لجميع حالات الحمل اللاحقة.حيث كان يُساورهم القلق من أنَّ ندبة الشِّقِّ في الرحم قد تُفتَح (تمزُّق الرحم) أثناء المخاض.إلَّا أنَّ الأطباء يدركون الآن أنَّ خطر التمزق يكون منخفضاً بعد الولادة القيصرية إذا تَمّ إجراء الشَّق في الجزء السفلي من الرحم وبشكل أفقي”.
وحول وضع المواليد. يقول “يجب على الأم والأب مناقشة المخاطر مع الطبيب قبل اتخاذ قرار بشأن محاولة الولادة من خلال الولادة المهبليَّة بعد الولادة القيصريَّة.وتستعمل الكثير من المراكز قوائم تدقيق للتأكد من أنَّ النساء وأطفالهنَّ مرشحات جيدات بشكلٍ آمن وناجح.
ويرى أن “مشاكل مثل التنفس يمكن أن تستمر لدى بعض الأطفال لفترات طويلة أكثر من غيرهم، لافتاً إلى أن خطر تفاقم هذه المتاعب يزداد بشكل خاص إذا ما تمت الولادة القيصرية دون ضرورة وفي موعد قريب من موعد الولادة الأصلي.
المضاعفات تزداد مع أطفال الولادة القيصرية
وبحسب الدكتور “يرجح أطباء الجمعية الألمانية أن يكون السبب هو نقص إفراز هرمون الضغط العصبي المعروف باسم “كاتيكولامين” لدى المرأة أثناء الولادة، الذي غالباً ما يتم إفرازه بفعل آلام المخاض عند الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية الضرورية، ويتمتع هذا الهرمون بأهمية كبيرة من أجل اكتمال نمو الرئة لدى الطفل وكي يتسنى له أخذ أنفاسه الأولى بسهولة بعد الولادة”.
وأضافت الجمعية الألمانية “أن إصابة الأطفال الحديثي الولادة بمضاعفات صحية تستلزم إمدادهم بالأوكسجين أو وضعهم على جهاز تنفس صناعي، وهي مضاعفات تزداد بمعدل خمسة أضعاف لدى الأطفال الذين ولدوا قيصرياً دون ضرورة تستوجب ذلك”.
من جهته، قال الدكتور براكش شاه، طبيب الأطفال العام في مستشفى ماونت سيناي: “في مرحلة ما، سألنا أنفسنا: “هل هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله؟ “كانا يعانيان من ألم شديد وكان جلدهما يتقشر.. .قد تكون هناك أشهر أو حتى سنوات من العلاج المؤلم والصعب ومخاطر طويلة المدى مثل مشكلات نمو العضلات والشلل الدماغي، تأخر اللغة، العمى والصمم”.
وقال الأبوان إن الطفلين “كانا مقاتلين وقررنا منحهما فرصة في الحياة”، رغم إدراكهما أنه سيتعيّن عليهما المرور بالألم واللحظات صعبة، حتى عندما يكونا بالغين”.
وبعد 161 يوماً، خرجت “أدّيا من المستشفى، وعادت لمنزلها في 11 آب/ أغسطس ثم انضم شقيقها إليها بعد ستة أيام، دون الحاجة إلى جهاز للأكسجين أو أنابيب تغذية، بينما يستمران في إجراء فحوص متخصصة وأنواع مختلفة من العلاج عدة مرات في الشهر، لكنهما “سعيدان وبصحة جيدة”، وفق الأم.
ودخل الاثنان موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارهما التوأم الأخف وزناً المولودين قبل الأوان.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين