بقلم: بادية الونوس
قائمة من العبارات الجاهزة لدى كل أسرة لديها ابن في الشهادة الثانوية العامة أو حتى شهادة التعليم الأساسي تبدأ بـ (عنا امتحانات ) ولا تنتهي بـ (نعتذر عن الاستقبال .. لا اتصالات ….)حالة من التوتر تطول كل أفراد الأسرة, لتبدأ بعدها أسطوانة التوصيات لابنهم : لا تنم, لا تهدر أي دقيقة من وقتك، هذه السنة مصيرية، تهيأ الأستاذ على الباب .. لديك درس، التركيز على كل كلمة بورقة الامتحانات .. لا حياة كل شيء متوقف،ريثما تنتهي الامتحانات باستثناء مدرسي الدروس الخصوصية وأجورهم التي تقصم الظهر، هذه الحالة تلخص تفاصيل واقع كل أسرة لديها ابن في الشهادة الثانوية أو حتى التعليم الأساسي وإن كان أخف وطأة .
بالتأكيد كل منا دخل في اختبارات تلك اللحظات، وإن تفاوتت المشاعر و نسبة الاهتمامات، فالجميع يدرك أهمية الامتحانات في تحديد المستقبل بما فيها الجزء من الدرجة التي تحدث فرقاً نوعياً في تغيير مسار مستقبل الطالب، لذلك فإن القلق والتوتر وغيرهما من المشاعر المختلطة هي مشاعر طبيعية وضمن حدود اللياقة النفسية، لكن ما يحدث لدى البعض وما نسمع عنه يصل إلى حد الهلع والانهيار للطالب و ذويه أصبح شيئاً يفوق الوصف بسبب (شبح )الامتحانات، ناهيك عن رمي الكتب أو تمزيقها بشكل عشوائي حتى تخال أن حالة من الثأر والعداوة توجد بين الطالب والكتاب وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على خلل ما موجود في العملية التعليمية وهذا يتحمله الجميع بدءاً من الأهل وانتهاء بالقيمين على العملية التعليمية .
هذا المشهد التكرر في كل موسم امتحاني جعلنا نترحم على أيام الماضي القريب, أيام كنا نتقدم للامتحانات بإمكانات متواضعة جداً وكان أهلنا على بساطتهم يؤمنون لنا احتياجاتنا بكل حب العالم، والنتيجة أطباء ومهندسون من إنتاج ذلك الزمن البسيط. فهل نعيد النظر بآلية الاهتمام والذي يصل حد الاختناق، والأهم التركيز على طرق الاختبارات الحديثة, التي تواكب التطورات التقنية بعيداً عن الحشو, وذلك رأفة بشبابنا الذين هم عدة المستقبل.
(سيرياهوم نيوز-تشرين26-6-2020)