لا يوجد ضمانات حتى عند المقاومة الفلسطينية بان يتحول الخطاب الذي يتبناه اليوم الرئيس التركي رجب طيب آردوغان الى خطة عملية منتجة وطويلة الأمد في دعم المقاومة الفلسطينية وسط مخاوف من ان تتبدل الأولويات التركيز وفقا لمقتضيات إحتياجات الرئيس اردوغان وطاقمه بين الحين والآخر.
سمعت المقاومة الفلسطينية خلف الستائر والكواليس وفي لقاءات معلنة وأخرى غير معلنة كلمات طيبة عن استعداد تركيا لخوض معركة دبلوماسية في المجتمع الدولي من اجل وقف العدوان الاسرائيلي وفضح ممارسات الحكومة المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو.
الإستجابات الرئاسية التركية حتى الآن تبدو جدية ومثيرة لكن عبر التصريحات العلنية للرئيس التركي ودون بروز الثقل الدبلوماسي التركي بعد لصالح المقاومة واهل غزة على المستوى الدولي.
خصوصا في جزئية المتابعة والضغط على محكمة الجنايات الدولية الكبرى ومحكمة العدل العليا ايضا.
يلاحظ مسؤولون في البرلمان التركي بان الرئيس آردوغان يكثر من التصريحات المضادة لنتنياهو خلال الاجتماعات حصرا مع قيادة وكتلة الحزب الحاكم وقد فعل ذلك 3 مرات مؤخرا مما يظهر اهتمامه بمعالجة ما اسماه سابقا بالأخطاء حيث ان ضعف مساندة غزة والمقاومة من الأسباب التي ادت الى خسارة الانتخابات البلدية الاخيرة وفقا لنتيجة وصلت اليها لجنة تقصي شكلها الرئيس آردوغان شخصيا.
سياسيا وبرأي دبلوماسيين اتراك هذا الترتيب من الرئيس آردوغان يعالج ازمة داخلية في الحزب الحاكم وكتلته البرلمانية لكنه لا ينتهي بدور حقيقي وضاغط وفاعل للدبلوماسية التركية لا في أروقة الاتحاد الاوروبي ولا اروقة مجلس الامن ولا حتى قنوات محكمتي لاهاي والجنائية الدولية.
قال أحد أعضاء البرلمان لمراسل “رأي اليوم”: جيد جدا شتيمة نتنياهو بين الحين والأخر وطاقمه لكن الأفضل ان يتبع ذلك خطوات دولة.
يتحدث أعضاء الحزب الحاكم نفسه هنا عن قرار معلن لوزير الخارجية هاكان فيدان بالانضمام الى حكومة جوب افريقيا لم لكن هذا القرار لم ينفذ على الواقع اطلاقا كما لم تقدم تركيا دعما حقيقيا وفنيا لجهود المدعي العام للجنائية الدولية فيما يتعلق بإصدار مذكرات إعتقال ضد قيادات إسرائيلية من بينها نتنياهو.
الكلام الرئاسي التركي في المحصلة مفيد لكن أوساط داخل الحزب الحاكم تريد وتتوقع المزيد حتى تتم معالجة تفاصيل الازمة التي نتجت عن الانتخابات البلدية وخسارتها.
تركيا بالمعنى السياسي تدعم والقصر الجمهوري يطمئن من قادة المقاومة بين الحين والآخر ويدعمهم لكن الملاحظ ان النشاط التركي في اروقة لاهاي وجنيف قد يكون اقل بكثير من المأمول.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم