مدير قرية بدر حسون التراثية البيئية في الكورة اللبنانية يرصد مع العاملين في مختبرات القرية فوائد وأهمية شجرة “الكينا” وحاجة البشر لمنتجات صحية تجميلية منها.
يرقى أصل شجرة الكينا او الكافور إلى موطنها الأصلي الإكوادور في أميركا اللاتينية، والبعض يعتبر أن أستراليا تعتبر موطناً هاماً لها.
فبعض المؤرخين يقولون إن القبائل الأصلية التي كانت تسكن بيرو وبوليفيا والإكوادور كانت تعرف الكينين قبل أن يكتشفه الكهنة اليسوعيون.
وقدّم السكان الأصليون اللحاء للكهنة اليسوعيين الذين طحنوه وحولّوه إلى مسحوق مرّ المذاق بات يعرف باسم “مسحوق اليسوعيين”، وسرعان ما انتشر في أوروبا، وكتب الأوروبيون عن العلاج السحري للملاريا الذي اكتُشف في غابات العالم الجديد.
وفي منتصف القرن السابع عشر، أقام الكهنة اليسوعيون طرقاً تجارية لنقل اللحاء عبر أوروبا.
واستخدمت مادة الكينين في فرنسا لعلاج الملك لويس الرابع عشر من نوبات الحمى. وأجرى طبيب البابا في روما تجارب على مسحوق الكينين ووزعه الكهنة اليسوعيون على الجمهور مجاناً.
وارتفعت قيمة لحاء الكينا في القرن التاسع عشر، بالتزامن مع التوسعات الاستعمارية، حين أصبحت الملاريا من المخاطر الكبرى التي تهدد الجيوش الأوروبية في المستعمرات الأجنبية، وبات الحصول على مادة “الكينين” إحدى المزايا الاستراتيجية في السباق نحو الهيمنة العالمية. ومن ثم أصبح لحاء الكينا أحد أكثر السلع طلباً في العالم.
وتقول معلومات شعبية إن هذه الشجرة قد أنقذت البشرية من الكثير من المصائب! حتى أن منتجات شجرة الكينا أصبحت ذات شهرة عظيمة ومادة طبية وتجارية من الدرجة الأولى، وكان المسيطرون على تجارتها حول العالم هم الانكليز.
د. حسون للميادين نت: فوائد الكينا مدهشة
وفي السياق، أوضح الدكتور بدر حسون مدير قرية بدر حسون البيئية في الكورة شمال لبنان أن النبتة مدهشة وهو قام مع العاملين في مختبرات القرية برصد فوائد وأهمية شجرة “الكينا” للاستفادة من حاجة البشر لمنتجات صحية تجميلية منها”.
وأضاف للميادين نت “سنقدّم مجموعة من منتجات العناية بالجسم والشعر وذلك عبر استخلاص مواد أولية من شجرة الكينا ومن هذه المواد الاولية”.
ويعدد الطرق التي يستفاد منها مثل “مسحوق لحاء شجرة الكينا. مقطر ورق الكينا. زيت الكينا العطري. مستخلص الكينا الكحولي والزيتي والمائي.
كذلك هنالك “بعض المواد التي نصنعها من مستخلصات الكينا مثل المعقمات السائلة، والصابون الجامد و غير ذلك.
تنقية الهواء وصناعة الورق !
وهنالك مستخلصات تجميلية كسكراب للبشرة، كريمات علاجية لتشقق القدمين واليدين، مستحضرات العناية بالشعرـ ويدخل الأنزيم العطري ببعض التركيبات العطرية.
ويوضح ” لدينا الكثير من شجر الكينا في قرية بدر حسون البيئية منها نأخذ حاجتنا لنصنع منتجات مستخلصات هذه الشجرة”.
الجدير ذكره ان الكينا يستخدم في انتاج الكثير من المستحضرات والأدوية، ومنها العناية بالبشرة، المطهرات، الصابون، معاجين الاسنان وغسول الفم، وتستخدم اخشابها في صناعة الورق.
وتعتبر الكينا من الاشجار المنقية للهواء، وهي من أهم مراعي النحل حيث ينتج منه عسل لكينا المفضل، ويستخدم زيت نبات الكينا في الصناعات الطبية، ومستحضرات اشجار الكينا لتجفيف المستنقعات وتنقيتها والقضاء على الحشرات.
ويحتوي نبات الكينا على الزيوت الطيارة وحمض الكينيك وحمض التنيك والترابين والسيكونامين والكينيدين والاملاح المعدنية، ولكن لا يستعمل زيت النبات على بشرة الوجه.
لحاء مضاد لهذه الأمراض
لحاء الكينا المجفف يُعرف بأنه مصدر عقار الكينين المضاد للملاريا ويُزرع الآن في جميع أنحاء المناطق المدارية ، بما في ذلك مناطق إفريقيا. يُعرف لحاء الكينا أيضًا باسم لحاء الكينين البيروفي ، وهو ينتج الكينين والكينيدين ، ويستخدمان بشكل أساسي اليوم كمكون رئيسي في المقويات والمر. يعزز لحاء الكينا الهضم الصحي ، ويزيد من الشهية ، ويخفف من انتفاخ الغازات ، ويساعد على تهدئة تقلصات عضلات الساق ، ويخلصك من التهاب الحلق وتقرحات الفم.
إنه لحاء الشجرة الذي يستخدم في طب الأعشاب ويتم الحصول عليه من الأدوية. يتم تجريد اللحاء من الشجرة وتجفيفه وطحنه إلى مسحوق. في مزارع لحاء الكينا ، تنمو الأشجار التي تم تجريدها من لحاءها ويتم حصادها مرة أخرى قبل قطعها.
سيرياهوم نيوز 4_الميادين