آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » شجرة الزيتون تحتاج إلى إستراتيجية إنقاذية.. لتلبية حاجة السوق المحلية وتأمين واقع تصديري جيد

شجرة الزيتون تحتاج إلى إستراتيجية إنقاذية.. لتلبية حاجة السوق المحلية وتأمين واقع تصديري جيد

أيام قليلة تفصلنا عن البدء بجني محصول “الزيتون وزيته” الثروة الوطنية التي تعرضت خلال الفترة الأخيرة، لكثير من ظلم الحرائق، من النفوس الضعيفة مجرمي الغابات الذين يرون في حرائقها منفعة مادية بسيطة، على حساب خسارة بـ”حجم وطن” وأسباب أخرى تتعلق بالمناخ وعوامل الطبيعة وغيرها من أسباب تعددت، لكن الخاسر الوحيد المزارع واقتصادنا الوطني.
ومن باب العلم عندما يتم الحديث عن الثروات الزراعية الكبيرة، والتي تحقق العائد الاقتصادي والاجتماعي، واستقرار نوعي على صعيد الأسرة السوريا العاملة في حقل الانتاج الزراعي فإننا نجد “شجرة الزيتون تتربع على عرشها” من حيث الأهمية الاقتصادية، والاجتماعية وجغرافيا الانتشار أيضاً، فهي تسجل حضوراً واسعاً على صعيد الجغرافية، وربحاً كبيراً على صعيد الأسرة السورية، يرافقها عوائد مادية تستفيد منها خزينة الدولة بصورة مباشرة، وبأقل التكاليف على اعتبار الشجرة حراجية، ومقاومة لظروف المناخ وغيره.

ثروة لا تنضب

الخبير الزراعي “أكرم عفيف” يرى في شجرة الزيتون الثروة التي لا تنضب، في حال الاعتناء بها وفق الأصول الزراعية والاقتصادية، وعائدها الاقتصادي كبير ومتنوع، لا يقف عند مادة واحدة أو نوع، فهي الشجرة المباركة المرتبطة تاريخياً بسوريا وفلسطين، وعبر التاريخ اشتهرت سوريا بزراعة شجرة الزيتون وإنتاج الزيتون، وصناعة الزيت، وفق المواصفات القياسية العالمية، والتي صنفته من أجود الزيوت في العالم.
ويشير “عفيف” في حديثه لصحيفتنا “الحرية” إلى أن هذا القطاع الاقتصادي الكبير، واجه صعوبات كثيرة مر بها خلال الفترات الماضية أثرت بصورة سلبية على إنتاجيته، في مقدمتها ارتفاع تكاليف التربية، والإنتاج ورخص مادة الزيت إلى جانب تدني القوة الشرائية للمواطنين، والتي كانت الخطر في كل الصعوبات، لأنها المحرك الأساسي لأي إنتاج مهما كان نوعه واختلافه.

أخطاء قاتلة

لكن الأخطر ما حملته السياسات العامة للحكومات السابقة أيام النظام البائد ، وما اتخذته من قرارات أقل ما نسميها “خاطئة” لم تستطع من خلالها تنفيذ إجراءات إيجابية على أرض الواقع تضمن استمرارية هذا المنتج والحفاظ على هويته التاريخية والاقتصادية، التي تمتد على مساحة وطن بأكمله من حيث الانتشار الجغرافي، واستهلاك المادة ووجودها في كل بيت سوري.
والأخطر اتباع سياسة تضليل ممنهجة للتحكم بالموسم وإطلاق تصاريح إعلامية قاتلة من خلال جملة من الإشاعات حول موسم الزيتون، معظمها يتعلق بعدم صلاحية زيت الزيتون السوري للاستهلاك البشري، الأمر الذي أدى إلى إرباك سوق الزيت وتضرر الآلاف من المزارعين والأسر العاملة في حقل زراعته وصناعته، بدلاً من أن تبحث عن حلول تسويقية تساعد فيها أهل القطاع بالنجاة من الظروف الصعبة، التي عانوا منها ومازالوا سواء طبيعية “الطقس وظروف مادية” تتعلق بالتكاليف من سماد وفلاحة، وأجور مرتفعة ساهمت بأضعاف المزارع، وعدم قدرته على تحمل الأعباء وتكاليف الإنتاج، والتشغيل للوصول إلى المحصول المطلوب، وبكامل عائده الاقتصادي والاجتماعي.

استراتيجية واضحة

ويرى “عفيف” أمام هذا الواقع الصعب، من ظروف إنتاجية سيئة، وقبلها ظروف مناخية هي الأشد في تاريخ هذه الثروة، وما تعرضت له خلال الأشهر القليلة الماضية من حرائق، طالت آلاف الهكتارات المزروعة بأشجار الزيتون التي يعود عمرها إلى عشرات السنين، خسر بها اقتصادنا الوطني خسارات كبرى على المستوى المادي والزراعي، إلى جانب تغيير الحالة المناخية والتي لا تقدر بثمن.
من هنا لابد من اعتماد استراتيجية تنهي معاناة قطاع الزيتون وصناعته والخروج بها إلى رعاية أفضل، تسمح بإنتاجية قادرة على تلبية حاجة السوق المحلية، وتأمين واقع تصديري جيد يؤمن مصادر دخل بالقطع الأجنبي لخزينة الدولة، يعود بالنفع أيضاً لجميع الأسر السوريا العاملة بهذا القطاع .
والحال ذاته ينطبق على الحالة التصنيعية لزيت الزيتون.. فمازالت دون المستوى المطلوب، لكن العمل فيها يتم وفق المواصفات القياسية العالمية المطلوبة وهذا مرتبط بالنوعية وطبيعة التربة والأسمدة وغيرها.

معالجة سريعة

وفي رأي “عفيف” زيت الزيتون السوري من أجود وأطيب الزيوت في العالم وهو مرغوب في الأسواق العالمية، لكنه يواجه مشكلات كثيرة أهمها تكاليف الخدمة، وخاصة الحقول المرتفعة كانت خدمتها متواضعة وهذا بدوره أعطى مردوداً ضعيفاً، لذا من الضروري الاهتمام بشجرة الزيتون من حيث تأمين السماد اللازم وخاصة العضوي، لتخفيف فاتورة التكاليف، واستخدام العلاج الصحي المناسب لمكافحة الحشرات الضارة، التي تصيب محصول الزيتون، وتقديم الدعم المادي المطلوب وتمويل العملية الإنتاجية في كل مراحلها، بدءاً من الحقل وصولاً إلى العملية التسويقية، حتى نستطيع تقديم منتج وطني قادر على المنافسة ليس في السوق المحلية فحسب، بل على مستوى الأسواق العالمية والتي ترى في زيت الزيتون السوري حاجة ضرورية لابد منها.وزير المالية السوري للصناعيين والتجار: سنعمل معاً لإعادة بناء الصناعة السورية.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجواء صيفية معتدلة نهاراً مائلة للبرودة ليلاً

    تميل درجات الحرارة للارتفاع لتصبح حول معدلاتها أو أدنى بقليل لمثل هذه الفترة من السنة.   وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرتها ...