آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » شد الأحزمة وترشيد الاستهلاك ..!

شد الأحزمة وترشيد الاستهلاك ..!

 

سليمان خليل

 

 

مسمارٌ جديد يدق في نعش الحال المعيشي للمواطن السوري الصابر بعد الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء امس، وتبعها اليوم ارتفاع أسعار المحروقات ولاحقاً قد تكون أسعار الاتصالات وغيرها!

لم تهدأ صفحات التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام وحتى الاحاديث المتبادلة بين الناس منذ صدور قرار وزارة الطاقة يوم أمس عن رسم تصورات ومحاذير ما يمكن أن يسببه هذا الارتفاع في ظل أحوال مادية صعبة ودخل محدود عدا عن توقف رواتب وضعف انتاجية اقتصادية بشكل عام ..

 

شد الأحزمة يبدو خياراً واقعياً وضرورياً في حياة الناس حتى لو تراجعت الوزارة عن رفع أسعار الكهرباء جزئياً أو كلياً علماً أن الرهان على تراجعها قد يكون خاسراً ، خاصةً وأن تطبيق الأسعار وفق المعدات الإلكترونية سيبدأ غداً ..

 

لقد وقعت الفأس بالرأس على مايبدو وعلينا كمواطنين التعامل مع القرارات الجديدة بمنطق جديد ومن منظور كيفية تغيير أسلوب حياتنا اليومية بل الساعية ..

 

البداية من أنفسنا وهي مفتاح التغيير الأول الذي لابد أن يطال كل بيت وكل مؤسسة وكل معمل في طريقة الاستخدام للكهرباء..

 

السلوك الشخصي لابد أن يفرض نفسه بقوة في هذه المعادلة بالتعامل مع كلّ التجهيزات الكهربائية وجعلها عادة عند ربّ الاسرة وكل أفرادها ، وعند المسؤول وكل العاملين معه ، وهذه هي الطريقة الوحيدة الان للحد من الآثار التي ستنجم عن اي رفع قليل او كبير لأسعار الكهرباء..

 

من المهم أن تتعاون كل مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات لنشر ثقافة الترشيد والتوعية تجاه استنزاف كهرباء البيت وحض الطلاب على نقل ذلك لأسرهم والتوجه لجيل الشباب الذي هو اكثر من يتطلع لعيش رغد الكهرباء فينسى أحياناً أو يقلل همة ومسؤولية تجاه ترك اجهزة تعمل وغير ذلك مما نعيشه واقعاً في حياتنا اليومية..

 

نعم المهمة صعبة مع جيل قضى مايقارب ال 14 سنة وهو يصارع الظلام ويبتعد عن التكنولوجيا الحديثة والتجهيزات المتطورة والترفيه المضيء في جوانب حياته أن يعيد حسابات صرفه الكهربائي ويشغل عداد الكيلو واط في تعامله مع ال 300 كيلو واط الأولى ليدفع 180 ألف ليرة، وفي حال زاد عداده كيلو واط واحداً فإنه سيصبح في شريحة ثانية ويدفع الـ1400 وهكذا ..

 

كان الله في عوننا لمواجهة ماحصل وما قد نتعرض له من زيادات جديدة ستطال المواد والاسواق كون التاجر وصاحب المصنع لن يحمّل زيادة فاتورته بسبب زيادة أسعار الكهرباء إلا على جيوب المواطنين..

(أخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إنسان الظل

  د. سلمان ريا في مجتمعاتنا، حيث تتعاقب الأزمات وتتراكم المخاوف، يولد نوع من الناس يعيش على هامش الحياة، أناس لا يملكون سوى ظلّهم. يختبئون ...