هالة نهرا
هذه السنة، عادت «مهرجانات بعلبك الدولية» بأمسية واحدة تُقام في «مسرح كركلا» في بيروت. يشتمل البرنامج على مزيجٍ من المعزوفات، ولوحة موسيقية جديدة، إضافةً إلى بعض الأغاني فيما تختتم بوصلة مشتركة بين الثلاثي جبران وشربل روحانا. أمسية يمكن اعتبارها «فعل مقاومة» أو «فعل صمود» أو بكل بساطة متنفّساً صغيراً يتيح هروباً موقتاً من الحالة السائدة
في 29 آب (أغسطس) الحالي، سيكون الجمهور على موعد مع المغنّي وعازف العود والمؤلّف الموسيقي اللبناني شربل روحانا وفرقته السداسية (في الفصل الأول من الأمسية)، و«الثلاثي جبران» من فلسطين وفرقته الموسيقية (في الفصل الثاني) في حفلة تحمل عنوان «أوتار بعلبك» تندرج ضمن «مهرجانات بعلبك الدولية» وتُقام في «مسرح كركلا» (منطقة حرش تابت)، نظراً إلى الظروف الأمنية الراهنة.
روحانا الذي يقول للجمهور اللبناني «كثّر الله خيرك أنك لا تزال تجترح أسباباً وأساليبَ للفرح رغم هذه الحالة من الحرب واللاحرب»، يقول لنا بأنه سيؤدّي للمرة الأولى أغنية عن هذا الجوّ من الصمود، مضيفاً: «كنّا منتمنّى نطلع عَ بعلبك/ نعزف سوى/ نغنّي سوى عَ دراج بعلبك/ لكن صار/ صار اللي صار/ رجعنا نزلنا على بيروت/ وبالقلب بعلبك/ مهما إيّامي تغيَّروا بيضلّ بيتي حلو ونبيذي عتيق/ مهما عيوني دمَّعوا ولا مرّة ضَيَّعوا/ رَح كمِّل الطريق/ بيروت وبعلبك إخوة/ والإخوة وقت الشِّدّة/ والفرح منعيدو/ ببعلبك رح منزيدو/ وبينعاد».
يشتمل برنامج الفصل الأول على مزيجٍ من المعزوفات، ولوحة موسيقية جديدة تُوائم بين عناصر موسيقية شرق أوسطية، إضافةً إلى بعض الأغاني، ويذكر منها شربل روحانا: «ميّاس» (شرقية)، و«سوار» (سالسا…)، و«روزانا» (ترتكز على أغنية فولكلورية)، وZora (دويتو عود وبزق)، و«سلامي معِك» (أغنية عاطفية)، وسواها. أمّا الفرقة الموسيقية، فتضمّ إيلي خوري (مقيم في فرنسا، ويتمنى روحانا أن يتمكّن إيلي من المشاركة معه في ظلّ الظروف الراهنة)، ونديم روحانا (أكورديون)، ومارك أبو نعوم (بيانو)، ومكرم أبو الحسن (كونترباص)، وزاد خليفة وإيلي يموني (إيقاعات).
شربل روحانا الذي شارك في مهرجان مع «الثلاثي جبران» في دار الأوبرا في سلطنة عمان (علماً أنهم لم يعزفوا معاً)، يقول لنا إنها المرّة الأولى التي سيتشارك فيها المسرح معهم ضمن «مهرجانات بعلبك»، ومن المقرَّر أن يختتموا الحفلة بمقطوعة مشتركة. ويردف قائلاً: «كل مرّة يكون فيها تركيزٌ على آلة العود من المنظّمين، أشعر بأننا نتواصل مع كل الذين اهتمّوا بهذه الآلة عبر الزمن، ما يمثّل استمراريةً لوصْل الماضي بالحاضر، نحو المستقبل». ويضيف: «كما يقول نيتشه: «لقد اخترعنا الفن لكي لا نموت من الحقيقة»، علماً أنّ حقيقتنا اللبنانية والعربية والدولية هي مُرّة، إضافةً إلى مشكلاتنا الشخصية، فتصبح الضرورة الملحّة اللجوء إلى الفنّ بكل أشكاله. الموسيقى هي الوسيلة الأقرب لأنها تمتلك ميزة الصوت الذي يخترق الصمت والمدى بأنغامٍ روحانية محبَّبة.
سيؤدّي شربل روحانا للمرة الأولى أغنية عن جوّ الصمود الذي التمسه من الشعب اللبناني
وإذا كان هناك رسالة للموسيقى والفنون في الدنيا، فهي وسيلة تعبير وتواصل رائعة، ونمط حياة بالنسبة إلى الموسيقي. الموسيقى بسيطة وعميقة، وسريعة بين البشر. يعدّ بعضهم الحياة الموسيقية في موازاة ما يحدث في غزّة وجنوب لبنان، فعل مقاومةٍ وصمود، فيما يعدّها بعضهم الآخر نوعاً من أشكال الإنكار للواقع المرير، ما يمثّل ربما نوعاً من أنواع الصمود النفسي من أجل استمرار الناس. غالبية الشعوب العربية، ولا سيما على مستوى لبنان وسوريا وفلسطين، عانت تاريخياً وما زالت، وبالتالي لا يمكننا إلقاء اللوم على الذين يعلنون عن تعبهم. وبمعزل عن الصفات والتوصيفات التي يمكننا إطلاقها على هذا الصعيد، سواء «فعل مقاومة» أو «فعل صمود» أو «إنكار»، فالأهمّ أن يبقى هناك متنفّس للناس الذين يعيشون في بلدنا ومنطقتنا ولو في الحدّ الأدنى، فهذا أفضل من انعدام المتنفّس».
* «أوتار بعلبك»: 29 آب (أغسطس) الحالي ـــ تندرج ضمن «مهرجانات بعلبك الدولية» ــــــ «مسرح كركلا» (منطقة حرش تابت)
سيرياهوم نيوز١_الاخبار