أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن الأشخاص الذين يشربون المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق سنوياً، مقارنة بمن يعتمدون على مياه الصنبور، ما يسلط الضوء على ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من هذه المخاطر الصحية.
ووفقاً للدراسة، فإن متوسط ما يبتلعه الإنسان سنوياً من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم، بأحجام تتراوح بين جزء من ألف الملليمتر وحتى خمسة ملليمترات. وتُطلق الزجاجات البلاستيكية هذه الجسيمات الدقيقة أثناء عمليات التصنيع والتخزين والنقل، إذ تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة.
وحذر الباحثون من أن هذه الجسيمات قد تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مسببة التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. ومع ذلك، لا تزال آثارها طويلة الأمد غير مفهومة بالكامل، بسبب نقص طرق اختبار موحدة لتقييمها داخل الأنسجة.
تستند الدراسة الجديدة إلى مراجعة أكثر من 141 مقالة علمية، حيث بين الباحثون أن تناول الكمية اليومية الموصى بها من المياه من الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد يؤدي إلى ابتلاع نحو 90 ألف جسيم بلاستيكي إضافي سنوياً، في حين يبتلع الأشخاص الذين يشربون مياه الصنبور فقط حوالي 4 آلاف جسيم دقيق سنوياً.
وتشير الدراسة إلى تحديات كبيرة في تحديد مكونات هذه الجسيمات بدقة، إذ إن الأدوات الحالية غالباً ما تغفل أصغرها، مما يستدعي تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لضمان تقييم دقيق للمخاطر الصحية.
وأكد الباحثون أن التعرض المستمر للجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية يرتبط بمشكلات صحية مزمنة، تشمل أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة، داعين إلى وضع لوائح صارمة للحد من هذه المخاطر.
وتوصي الدراسة بالتحول نحو حلول مستدامة وطويلة الأمد لتوفير المياه، والابتعاد عن استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، لتقليل التعرض لهذه الجسيمات الضارة، وحماية الصحة العامة على المدى الطويل.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم
syriahomenews أخبار سورية الوطن
