أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن الحرب على سورية هي بالدرجة الأولى حرب ثقافية وفكرية هدفها النيل من الهوية الوطنية للشعب السوري، وإلغاء ثقافة العيش المشترك التي نشأ عليها السوريون.
وخلال لقائها في موسكو مساء أمس البروفيسور فيودور فايتلوفسكي مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في روسيا، أشارت شعبان إلى الدور المفصلي الذي يلعبه الإعلام في هذه المرحلة وفي كل مرحلة، مبينة أن الحرب التي نخوضها الآن هي حرب فكرية وحرب سرديات؛ فالغرب يمتلك آلة إعلامية ضخمة تعمل على ضخّ السرديات الكاذبة التي تهدف إلى تضليل الشعوب وحرف الرؤى عن المسار الصحيح لمجرى الأحداث، كما تسعى إلى ضخّ الأفكار الغربية الشيطانية وتدمير المبادئ الأخلاقية في مجتمعاتنا.
ولفتت شعبان إلى أنّ العالم يتجه اليوم نحو بداية عهد جديد ونظام دولي متعدد الأقطاب تقوده الصين وروسيا لإنهاء الاستعلاء الأمريكي والهيمنة الغربية، مؤكّدةً على دعم السيد الرئيس بشار الأسد والشعب السوري للموقف والقرار الروسي الذي لا يسعى إلى الدفاع عن روسيا فحسب بل عن العالم أجمع وعن مبادئ العدالة والإنسانية، ويهدف إلى إنهاء سيطرة القوى الغربية على الشعوب وقرارتها المستقلة، واستباحة أراضيها ونهب ثرواتها.
بدوره بيّن البروفسور فايتلوفسكي أنّ الولايات المتحدة الأمريكية لطالما انتهجت سياسة “صبّ الزيت على النار” في الصراع الروسي الأوكراني، مشيراً إلى عدم اكتراث أمريكا بالتوصّل إلى أيّ تسوية سلمية بين الطرفين بل إلى تأجيج الصراعات في المنطقة وتمويل الإرهاب وإشاعة روايات كاذبة يدعمها الإعلام الأمريكي الكاذب.
ونوه فايتلوفسكي بدور سورية المهمّ والداعم لروسيا في هذه المرحلة المفصلية.
من جهتها أكّدت الدكتورة أورينا زفياغيلسكايا مديرة مركز أبحاث الشرق الأوسط ضرورة التقارب بين المجتمعين الروسي والسوري ونشر الوعي تجاه سياسات الغرب الهادفة إلى انتزاع الهوية الوطنية، لافتة إلى دور التربية والتعليم في هذا التحدّي الجوهري الذي تواجهه شعوب المنطقة، وإلى ضرورة تعزيز عمل المراكز البحثية في سورية وتفعيل التعاون بين سورية وروسيا في مجال توثيق قصص الحروب وآثارها.
وأشادت زفياغيلسكايا بالعمل النوعيّ الذي تقوم به مؤسسة وثيقة وطن للتأريخ الشفوي والذي يعزز هوية الوطن وهي المعركة التي يخوضها العالم اليوم لأن الصراع في أساسه هو صراع على الهوية الوطنية.
حضر اللقاء الباحث نيكولاي سوركوف، وعلي الأحمد المستشار في المركز الثقافي الروسي بسورية.
سيرياهوم نيوز 1-سانا