سنة استثنائيّة عاشتها الكرة الفرنسيّة نتيجة ارتفاع وتيرة الشغب خلال المباريات لأسباب غير مفهومة. الاتحاد الفرنسي لكرة القدم اتخذ إجراءات استثنائيّة، ولكن لم يتغيّر الكثير نتيجة سخونة بعض المباريات، وعدم قدرة الشرطة ومكافحة الشغب داخل الملاعب على السيطرة على «مجموعات المشجّعين المتعصّبين»هو العام الأكثر توتّراً منذ وقت طويل في كرة القدم الفرنسيّة. من يتابع «دوري الفلّاحين» لن يستغرب حصول أعمال شغب، إلّا أنّ ما حصل أخيراً خارج التوقّعات تماماً. غالباً ما تحصل أعمال شغب في مباريات «الديربي»، أي تلك التي تجمع نادي الجنوب مارسيليا مع باريس سان جيرمان، أو تلك التي يلتقي فيها باريس مع نادي مدينة الشمال ليل، حتى أنّ مباريات باريس وموناكو ونيس وباستيا كانت تتّصف بالسخونة كثيراً، ولكن ما حصل هذا الموسم أن مختلف المباريات وبين جميع الأندية كانت مرشّحة للتوقّف نتيجة ارتفاع وتيرة الشغب.
ارتفعت وتيرة أعمال العنف من قبل المشجّعين بعد العودة من فترة التوقّف القسرية نتيجة تفشّي فيروس كورونا. بعض المراقبين ربطوا بين فترة التوقّف وارتفاع حدة الشغب، على اعتبار أن الجماهير كانت متعطّشة للعودة إلى المدرّجات ومتابعة المباريات، وهي «انفجرت» بهذه الطريقة العنيفة كسلوك اعتراضي على فترة منعها من الحضور إلى الملاعب. ومن جهة ثانية تم ربط هذه الأعمال باعتراض بعض الجماهير على إدارة أنديتها كما يحصل مع مارسيليا في الجنوب الفرنسي، حيث يُطالب الجمهور الإدارة بمزيد من التعاقدات المهمّة وصرف الأموال من أجل التمكّن من مواجهة باريس سان جيرمان المتفوّق مالياً، والذي يضم أيضاً كوكبة من النجوم.
الاتحاد الفرنسي لكرة القدم صنّف جماهير أندية نيس وليون ومارسيليا على أنهم من الأكثر عنفاً، وتم خصم نقاط لهذه الأندية في الدوري والكأس. ونقل الإعلام الفرنسي خلال الأيام الأخيرة عن رئيس اتحاد كرة القدم نويل لو غريت قوله إنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة في حق كل من يقوم بأعمال شغب، كما سيتم رفع أعداد قوات الأمن ومكافحة الشغب داخل الملاعب.
وكانت مباراة ناديَي نيس ومارسيليا في آب الماضي الأكثر عنفاً خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد نزول جماهير نيس إلى أرض الملعب ومحاولتهم الاعتداء على لاعبي مارسيليا. صحيح أن هذه المباراة تعتبر «ديربي الجنوب» الفرنسي، إلا أن الشغب وصل إلى مستوى غير مسبوق ما أدى إلى إلغاء اللّقاء وإعادته من دون جمهور. والجدير ذكره هنا أن جماهير نيس تقوم بأعمال شغب في المباريات الحسّاسة خاصة مع باستيا كما حصل عام 2014، عندما ما اجتاحت الملعب واعتدت على اللّاعبين، إضافة إلى مباريات موناكو ومارسيليا.
تمّ تصنيف جماهير أندية نيس وليون ومارسيليا على أنّهم من الأكثر عنفاً
وفي تمّوز الماضي تم إيقاف مباراة ناديَي لانس وليل في الجولة السادسة من عمر الدوري نتيجة «اشتباكات» على أرض الملعب بين جمهورَي الناديَين. هذا وأصيب حوالى 20 شخصاً خلال مواجهات بين جمهورَي بوردو ومونبولييه في الجولة السابعة من الدوري، كما حصل أعمال عنف على المدرّجات بين جمهورَي أنجيه ومارسيليا في الجولة ذاتها.
وفي مباراة مارسيليا أيضاً وليون قبل أسابيع قليلة اعتدت جماهير ليون على نجم مارسيليا ديميتري باييت ما أدى إلى توقّف اللّقاء، وتم إلقاء القبض على المشجّع الذي رمى زجاجة مياه على باييت، ومحاكمته.
سنة «مجنونة» شوّهت صورة الكرة الفرنسية، التي من المتوقّع أن يتّخذ اتحادها إجراءات صارمة في محاولة لحصر هذه الأعمال في العام الجديد.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)