أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عدنان إسماعيل أن خطاب السيد الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب، كما تعودنا من سيادته على الشفافية في توصيف وتحليل الواقع، ولكن الجديد في هذا الخطاب هو “ثورة المفاهيم” التي تصدر من أعلى الهرم في سورية لأول مرة، فسيادته مثلاً في مفهوم الدعم قال: نحن بين خيارين مؤلمين ولكن نحاول أن نأخذ الخيار الأقل سوءاً، وهذا التوصيف الدقيق والمكاشفة الصريحة مع الشعب في الموضوع الاقتصادي، وفي موضوع تقييد الصلاحيات، لتقييد الأهداف إذا ما تمكن المعنيون في مجلس الشعب والحكومة من فهم الرسالة والإشارة التي أطلقها سيادته في مضمون خطابه التاريخي، من الطبيعي جداً أن تشكل نقلة نوعية إن لم نقل ثورة في إدارة الشأن العام ليس الاقتصادي فحسب، بل في كل المجالات .
وأضاف اسماعيل خلال حديثه لـ”تشرين” أن السيد الرئيس كان واضحاً في توصيف المرحلة الحالية ودقتها، وما يتبع خلال المرحلة المقبلة، كي لا يتلاعب البعض بموجات تفاؤل غير واقعية، وبالتالي دقة المرحلة تتطلب قرارات حازمة وجذرية كموضوع إجراءات الدعم الجديدة التي يمكن ويجب أن تترافق مع إجراءات مماثلة في قطاعي الصحة والتعليم كي نوقف استنزاف الموارد البشرية للخارج والموارد المادية لأهداف وهمية وقد تكون خاصة في بعض الأحيان على حساب الشأن العام، وهذه مسألة ينبغي التعامل معها بمسؤولية وطنية تتماشى مع مضمون الخطاب والمؤشرات التي تضمنها للوصول الى مرحلة جديدة، نستطيع فيها تلافي نقاط الضعف والأخطاء مهما كان نوعها وترجمتها لتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطن، وهذان الهدفان هما النقطة الأساسية التي حملها مضمون الخطاب على الصعيد الاقتصادي على وجه الخصوص.
ولتحقيق ذلك ركز السيد الرئيس على موضوع في غاية الأهمية ” الاهتمام بالمشروعات الصغيرة” التي تشكل عماد القوة والاستقرار لأي اقتصاد مهما كان نوعه وتنوعه، ولترجمة ذلك لابد من بذل الجهد بقواعد جديدة تحمل تشاركية الجميع، والبداية من مجلس الشعب مروراً بالحكومة ومؤسساتها على اختلافها وتنوعها تنطلق من توفير بيئة عمل تحقق تشابكية كاملة من حيث وضع الرؤى والخطط للتنفيذ، تكفل تنفيذ مضمون الخطاب، والتشبيك بين مختلف القطاعات لتطوير العمل الشامل الذي يهدف إلى تأمين بنية اقتصادية واجتماعية تسمح بتوفير المكونات الأساسية لمعيشة أفضل، وتحسين المردود المادي للمواطن، والذي يتناسب مع تطورات كل مرحلة، والذي يؤمن هذه القاعدة هو التركيز على المشروعات الصغيرة التي تحمل كل مفاتيح القوة الاقتصادية، والأهم أنها تشكل العصب الأساسي لها.
لذلك نجد أن خطاب السيد الرئيس حدد عناوين رئيسة للعمل عليها خلال المرحلة المقبلة وعلى كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية وغيرها من جوانب الحياة العامة للمجتمع السوري.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين