سكينة محمد ولؤي حسامو
ثمانية عقود لم تثن السيدة شمسة بلال عن صناعة الحرير وإنتاجه موثقة بتصاميمها تراث مدينتها حماة عبر نسج الثوب الخاص بأهالي المدينة وتدريب العديد من الراغبات على هذه الحرفة التراثية للحفاظ عليها من الاندثار.
سانا التقت السيدة شمسة البالغة من العمر 80 عاماً التي تكبدت عناء السفر من حماة إلى دمشق لتدريب عدد من السيدات على مهنة إنتاج الحرير في خان أسعد باشا بدمشق القديمة بالتعاون بين وزارتي السياحة والثقافة حيث بينت أنها تعلمت هذه المهنة من والدة زوجها منذ أكثر من 60 عاماً.
وعملت السيدة شمسة في البداية بتربية دودة القز وطورت عملها لتصنع من منتجاتها أشكالاً مختلفة من الشالات والثياب التي تناسب جميع الأذواق مشيرة إلى أن مشروعها الصغير الذي يدر عليها ربحا ساعدها في تحسين مستوى معيشتها وتمكنت من تعليم أبنائها وأوصلتهم إلى التعليم الجامعي إضافة إلى تدريب عدد كبير من السيدات ليكون لهن مشاريعهن الخاصة.
ولفتت إلى أنها صنعت الكثير من أثواب الأعراس من الحرير الخالص لفتيات قريتها اللواتي رغبن في الاحتفاظ بالثوب الحموي الذي يعد رمزاً من رموز تراث مدينتهن وفلكلورها تحمله العروس معها إلى بيت الزوجية وتتفاخر بارتدائه في المناسبات مؤكدة أهمية الحفاظ على هذه الأزياء التراثية من الاندثار.
وعن التطورات التي طالت صناعة الأزياء قالت السيدة شمسة.. اليوم تطورت مهنة الحياكة ومنتجاتها بسبب وجود الآلات الحديثة ودخول الألوان والتصاميم والشك والتزيين عليها لكن يبقى للطريقة التقليدية في صناعة الأثواب وتطريزها يدويا نكهتها وفخامتها رغم ارتفاع أسعارها حالياً.
وأشارت إلى أن عدداً قليلاً من النساء مازلن يعملن في نسج وتصميم الأزياء التقليدية من المنسوجات الحريرية كالشال الذي يعد من أهم الأزياء التراثية للنساء في سورية إذ يستخدم في الأعراس وحفلات الخطوبة كما يحرصن على حياكة قطع حريرية بواسطة صنارة واحدة وبأشكال متعددة.
وأوضحت أنها تواظب منذ أربعين عاماً على عرض منتجاتها في معرض دمشق الدولي وخان رستم باشا بحماة وتتمنى أن ينتقل هذا التراث إلى خارج سورية مؤكدة ضرورة تشجيع الشباب وتدريبهم على الحرف اليدوية التقليدية للحفاظ عليها من الاندثار.
وتعد شرانق الحرير والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية من عناصر التراث الثقافي اللامادي السوري وتنتشر تربية دودة القز بمناطق وجود التوت الأبيض لكونه الغذاء الرئيس لها وذلك في الجبال الغربية من الساحل السوري والمنطقة التي تمتد على نهر العاصي وصافيتا ومحافظة السويداء.
أما العناصر اللامادية المرتبطة بهذا العنصر السوري الأصيل فتتمثل بمشاركة كل أفراد العائلة بعملية تربية دودة القز وهي نشاط تمارسه أغلب العائلات في تلك المناطق لتصبح طقساً جماعياً كما تقوم بعض العائلات بصناعة الكرينات التي توضع بها بيوض دودة القز بعد فقسها.
أما طريقة نقل هذا العنصر التراثي اللامادي فتكون من خلال نقل المعرفة من جيل لآخر عن طريق التدريب والممارسة المباشرة ويعاني هذا العنصر من بعض الأخطار التي تهدد هذه الممارسة ومنها ارتفاع أسعار منتجه ومنافسة الحرير الأجنبي له وعدم مواكبة الأساليب الحديثة في تربية دودة القز ناهيك عن عزوف الشباب عن تعلم هذه الحرفة ولكن وزارتي السياحة والثقافة تحاولان باستمرار الحفاظ على هذا العنصر وصونه.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا