خالد زنكلو
تمخض تشكيل قوات العشائر العربية «قيادة عسكرية» موحدة، ضمن ألوية وفصائل عسكرية، قبل نحو أسبوعين، عن تنسيق وتكثيف هجماتها ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، في ريف دير الزور، والذي شهد 28 هجوماً خلال الـ 48 ساعة الماضية في 13 بلدة تسيطر عليها الميليشيات.
وأكدت مصادر عشائرية بريف دير الزور لـ«الوطن» أن هجمات قوات العشائر العربية، اتسمت أخيراً بالتخطيط العسكري السليم والتنفيذ الدقيق، والتنسيق بين الألوية المشكلة لـ«القيادة الموحدة» في عملياتها ضد الميليشيات، ما أكسبها زخماً كبيراً وحقق أهدافها بإلحاق خسائر عسكرية وبشرية كبيرة في صفوف الميليشيا.
وكشفت المصادر أن قوات العشائر العربية، تمكنت من شن هجمات عديدة متزامنة في آنٍ واحد، وهو ما حدث أمس وأربك «قسد»، التي بدت عاجزة عن استيعاب الصدمة، بعدما توهمت أن الأمور الميدانية تسير باتجاه التهدئة، وأن ما أطلق عليه «انتفاضة»، مجرد «هبة» عشائرية ستخمد جذوتها بإرضاء طرف على حساب طرف آخر من دون إعادة الحقوق لأصحابها المكون العربي، الذي يشكل أغلبية المناطق التي تتوق لحكم نفسها بنفسها.
وأوضحت أن قوات العشائر رفعت من وتيرة وحجم عملياتها العسكرية نهار أمس وفي الليلة السابقة، واستطاعت شن أكثر من 18 هجوماً كبيراً في التوقيت ذاته، وبشكل منظم على امتداد أرياف دير الزور الشمالية والغربية والشرقية، في حين كانت الهجمات السابقة تتركز في الريف الشرقي، حيث تقع قاعدتا الاحتلال الأميركي غير الشرعيتين في «حقل العمر» النفطي و«حقل كونيكو» للغاز، واللتان تعرضتا لمزيد من الهجمات الصاروخية وعبر الطائرات المسيّرة في الشهر الأخير.
وقالت المصادر: «لم تعد التعزيزات العسكرية الضخمة التي تستقدمها «قسد» عادة إلى الريف الشرقي لدير الزور، تجدي نفعاً، بعدما توزعت ضربات قوات العشائر باتجاه حواجز ونقاط تمركز الميليشيات في جميع أرياف المحافظة وبشكل مستمر ومتزامن ومنسق».
وأضافت: طالت هجمات قوات العشائر العربية مقار وتجمعات وحواجز الميليشيات في محيط وداخل 13 بلدة، هي: الصور والحصان والصبحة وأبو حردوب والعزة والعزبة والحجنة والحريجية والشحيل والمحيميدية والجيعة والطيانة وذيبان، في أنحاء ريف دير الزور المختلفة، ما تسبب بجرح ومقتل أعداد كبيرة في صفوف الميليشيات وتدمير وإعطاب عتادهم العسكري وإلحاق ضرر كبير في نقاطهم العسكرية».
المصادر أشارت إلى أن قوات العشائر شنت أول من أمس 10 هجمات في توقيت واحد، استهدف نقاط «قسد» العسكرية وحواجزها، في بلدات الصبحة وأبو حردوب والطيانة وذيبان شرق دير الزور، والحصان والجيعة في ريف المحافظة الغربي، إضافة إلى بلدة الصور إلى الشمال منها.
وكان القائد العام لقوات العشائر العربية وشيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، أعلن في تسجيل صوتي في 10 الشهر الجاري تشكيل «قيادة عسكرية» موحدة تضم 11 لواء وكتيبة، ثم أضيف إليها لواء جديد قبل 3 أيام، ودعا الهفل إلى قتال «مرتزقة «قسد» ضمن معارك كرّ وفرّ، وذلك على خلفية إخفاق المفاوضات مع ممثلين عن «قسد» في أربيل العراقية وبرعاية ووساطة أميركية لم تفلح قبل أسبوع في السماح بدخول ممثل القبائل في المفاوضات الشيخ مصعب شقيق الشيخ إبراهيم إلى الأراضي السورية من معبر سيمالكا غير الشرعي عند الحدود السورية-العراقية في محافظة الحسكة، الأمر الذي زاد من حدة الهجمات والمواجهات مع الميليشيات في أرياف دير الزور، وعادت إلى سابق عهدها في انتفاضتي أيلول الماضي.
سيرياهوم نيوز1-الوطن