سؤال يتردد منذ سنوات مضت, ويزداد بشكل يومي مع كل أزمة تعصف بالمواطن: أين الجهات المعنية من كل ما يجري؟.. أين هم من تراجع الخدمات وتأمين متطلبات المعيشة وهدر الوقت والجهد والمال في سبيل تأمين بضعة ليترات من البنزين والمازوت وحتى أسطوانة الغاز ورغيف الخبز, وما هذه الأيام التي وصلنا إليها؟.
هذا التساؤل يعقبه طرح عن وسائل الإعلام ودورها في تزويد المواطنين بالمعلومات لسماع الأجوبة الشافية الوافية بشأن ما يصادفهم من صعوبات في تأمين احتياجاتهم؟!.. وماذا يقدّم الإعلام يومياً من جديد إذا كانت الشكاوى نفسها تتردد على مسامع الناس الذين يعيشونها على مدار الساعة وليس هناك من بوادر حلول؟
المواطن بحاجة أجوبة وحلول وليس إلى بيانات تشرح الأزمات, بحاجة إصلاحات ورجال يملكون أمانة المسؤولية لتجاوز كل الصعوبات ومواجهة التحديات بالعمل وليس بالكلام, وهذا يقودنا إلى أن النهج المتبع منذ سنوات طويلة يكمن في ترحيل الأزمات وتدويرها.
ما يواجهه المواطن هذه الأيام من مشاكل ما هو إلا نتيجة تراكمات مضت, مع علمنا الأكيد أنّ هناك صعوبات وتحديات منها الحرب والحصار الاقتصادي على بلدنا, والفساد الذي استشرى مؤخراً وغياب المحاسبة, وهذا يجعلنا نسأل: من يعلم عدد الفقراء في بلدنا؟ وهل هناك إحصاءات وبيانات تؤكد أين وصلنا؟, لا شك في أنّ الجهات المعنية تعترف بتدني مستوى معيشة المواطن, وأنّ القدرة الشرائية انخفضت بشكل كبير, ولكن هناك أناس محرومة تعاني صعوبات تأمين لقمة عيشها, وفي المقابل هناك فئة تسيطر على احتياجات المواطن, وتفرض كل ما يؤمن مصلحتها في ظل صمت واعتماد على بضعة ضبوط تسجل هنا وهناك!, باختصار المواطن تعب من البيانات المعلبة الجاهزة, ومن وعود تذهب في مهب الرياح, والمواطن الذي صبر وصمد بحاجة إلى الصدق في التعامل والشفافية في الطرح, وبحاجة أكثر إلى قرارات مسؤولة وليست عشوائية تسند ظهر فقراء الوطن الذين ليس لهم سند!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين)