“لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مقابل الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا (سد ضخم بنته إثيوبيا بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل)، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام مقابل اتفاقيات أبراهام في الشرق الأوسط، التي، إذا سارت الأمور على ما يرام، ستشهد انضمام المزيد من الدول، وستوحد الشرق الأوسط لأول مرة منذ الدهور”.
كلمات كتبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا منصة “تروث سوشيال”، وكان اللافت فيها بالنسبة للمصريين تطرقه إلى سد النهضة.
وفي إطار حديثه عن ملف سد النهضة الإثيوبي، انتقد ترامب بشدة دور الإدارات الأمريكية السابقة في تمويل مشروع السد، واصفًا ذلك بأنه «تمويل غبي» تسبب في تقليل تدفق المياه إلى نهر النيل، مما شكل تهديدًا مباشرًا لمصالح مصر المائية.
فكيف كانت الردود على ما كتبه ترامب؟ وأي مغزى من كلامه في هذا التوقيت العصيب؟
الإعلامي أحمد موسى المقرب من النظام قال إن أخطر تصريح للرئيس الأمريكى ترامب : أمريكا مولت بغباء بناء السد الأثيوبى وقلل من تدفق المياه الى نهر النيل.
وتساءل موسى: ماذا وراء هذا التصريح الخطير والمهم؟
وقال إن الرئيس ترامب يساند مصر بقوة فى ملف السد الأثيوبى ، وفى تصريحه المفاجئ يتهم الديمقراطيين وتحديدا أوباما وتابعه بايدن فى تمويلهم لبناء السد الأثيوبى فى إطار المؤامرة الكبيرة للضغط ومحاصرة مصر ، وهو ما حدث من فوضى فى 25 يناير 2011 خلال ولاية أوباما الأولى وتداعياتها على الشعب والدولة ومؤسساتها ، ومنحت إدارة أوباما ،أثيوبيا الضوء الأخضر لاستغلال الفوضى فى مصر لبناء السد ووضع مليس زيناوى حجر الأساس لسد الخراب فى 3 أبريل 2011، لافتا إلى أن ذلك كان جزءا من المؤامرة الكبرى لإسقاط مصر وتفكيك الجيش المصرى العظيم ، مثلما حدث فى جيوش عربية واستبدالها بمليشيات إرهابية.
وحذر من أن بعض عملاء الاستخبارات يسير فى الترويج لهذه المخططات التآمرية ضد جيش مصر بتكليف من مشغليهم من الأجهزة المعادية .
وقال موسى إن الرئيس الأمريكى ترامب لديه نوايا للسلام لكنه يتعرض لضغوط هائلة من اللوبى الصهيونى الدعم لمجرم الحرب نتنياهو ، وما يقوم به نتنياهو من عدوان وإبادة لشعوب المنطقة ، ضد مصالح إسرائيل نفسها ولن يحقق نتنياهو بهذا العدوان المستمر الاستقرار أبدا للإسرائيليين، بل جعلهم منبوذين ومكروهين، والخطر القادم هو ضرب المفاعلات النووية الإيرانية والتى يمتد تأثيرها ليس على دول المنطقة بل العالم، حيث حذر رافائيل جروسى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى جلسة مجلس الأمن أمس من ضرب مفاعلات بوشهر فى غرب إيران والواقعة على الخليج العربى ، والتى ستؤدى لكارثة نووية يدفع ثمنها العالم كله.
وفي سياق محاولة المغزى من كلام ترامب، ذهب البعض إلى أنه يحاول كسب رضا مصر.
آخرون أكدوا من جديد أن الخطط الأمريكية لبناء سد ومنع المياه عن مصر كانت منذ الخمسينيات من القرن الماضي، حين وصلت بعثات أمريكية في الستينيات لدراسة المنطقة وتحديد أماكن السدود بما فيها المكان الذى تم فيها إنشاء سد النهضة الحالي والذى أخذ تسمية (سد الحدود) وقتها لم يتم التنفيذ وقتها لمعارضة مصر والسودان.
من جهته قال المهندس الاستشاري د. ممدوح حمزة إن الوقت المناسب الآن لعمل تخريبي مخابرتي كوماندوز في موقع سد النهضه بازالة البوابات الحديدية في جسم السد الخرساني مجرد ازالة عدة محاور(axes) سيسقط ذاتيا بقوة دفع المياه ساعة عمل كوماندوز فقط هذا لا يعني تدمير السد الخرساني ولا تدمير السد الترابي ولا يعني نزول المياه كلها ولا يعني نزول المياه في وقت قصير.
وقال إن جميع سدود السودان الآن خالية وممكن تستوعب كميات كبيرة.
حمزة قالها صراحة: “ثلاثة أماكن في مصر يرغب الغرب في تغييرهم جذريا:
١)عوده أسهم قناة السويس الذي أممها عبد الناصر
٢)إلغاء السد العالي الذي بناه عبد الناصر و بحيرته ويكون التخزين في إثيوبيا للتحكم المصيري في مصر
٣) عودة احتلال سيناء الذي حررها جيش مصر”.
وعن اقتراح حمزة، علق الكثيرون بأنه لا توجد إرادة سياسية لذلك.
من جهته قال المهندس محمد حافظ إن هذا الأمر صار صعبا اليوم ، وكان هناك فرصة ذهبية خلال شهر مايو 2024 أي قبل وصول منسوب البحيرة لــ (625) اي منسوب العتب السفلي للبوابات المعدنية.
وأضاف أن اليوم منسوب البحيرة عند قرابة (632) فوق سطح البحر .. أي يوجد قرابة (7.0 متر عمود مياه فوق العتب) أي قرابة (9.0 مليار متر مكعب) . في حالة تنفيذ مخطط (الكوماندوز) هذا فهناك (9.0 مليار متر مكعب) سوف تنهمر مباشرة في اتجاه (سد الرصيورص) وينتظر وصول كل تلك الكمية لسد الرصيورص فلن تستغرق أكثر من نصف يوم وذلك بسبب ارتفاع العتب عند منسوب (625) أي أعلى منسوب سد الرصيورص بقرابة (150 متر تقريبا) وعليه فعليك أن تنتظر موجة (سونامي) نزله من أعلى الانحدار بسرعة هائلة كافية لغسل (سد الرصيورص) في أقل من (ساعتين) .
وقال إن أعلى حجم تصريف لسد الرصيورص في أقصي حالته الفنية لا تزيد على (مليار متر مكعب) وفي حالته الحالية فمن الممكن أن تصل لقرابة (800 مليون متر مكعب يوميا) وعليه فوصول قرابة (مليار متر مكعب/ ساعة) في أول ساعة انهيار سوف يؤدي لانهيار فتحات الري بسد الرصيورص وحدوث ما يعرف بــ Overtopping لجسور السد للأبد.
واختتم مؤكدا أن أخذ” أكشن” تجاه تلك البوابات كان ممكنا جدا العام الماضي وليس اليوم أو غدا.
حمزة قال ردا على تعليق حافظ: ” طبعا كلام يحترم بلا شك من وجهة نظري نضحي بسد الرصيورص مؤقتا ثم نعيد بناءه علي حسابنا عند استقرار السودان وحكم رشيد”.
فقال حافظ: لن يكون فقط سد الرصيورص .. بل معه سينار وربما أيضا سد مروي بالإضافة لغرق مدينة الخرطوم على الأقل بموجة سونامي في حدود 2 أو 3 أمتار.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم