|رجب المدهون
غزة | تحثّ الحكومة الإسرائيلية الخطى باتجاه مواجهة جديدة مع المقاومة الفلسطينية. مواجهة قد تبدأ اليوم، مع سماح الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين بالدخول إلى المسجد الأقصى وتأدية الطقوس والرقص في ساحاته، الأمر الذي كانت فصائل المقاومة قد حذّرت من حصوله، منبّهة إلى أنّه من الخطوط الحمر التي يجب عدم تخطّيها، وإلّا سيُعَدّ ذلك إعلاناً للحرب. وقد كرّرت حركة «حماس» هذه التحذيرات، أخيراً، مؤكّدة أنّه في المعركة المقبلة لن تقاتل جبهة غزّة وحدها، بل ستشتعل كلّ الجبهات الفلسطينية، إضافة إلى الأطراف الإقليمية، التي ستكون جزءاً أساسياً في معادلة الحرب
وسط توقّع مواجهة عسكرية جديدة على وقع محاولات كسر الخطوط الحمر التي رسمتها المقاومة، خلال شهر رمضان، يجدّد المستوطنون محاولاتهم اقتحام المسجد الأقصى، في وقت أرسلت المقاومة الفلسطينية رسائل واضحة عبر الوسطاء، لضرورة منع المخطّط، مؤكّدة أن ردّها سيكون حتميّاً.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد سمحت رسمياً للمستوطنين باقتحام باحات الأقصى، اليوم الخميس، وذلك بعدما دعت جماعة «نشطاء لأجل الهيكل» اليمينية (غير حكومية)، في منشور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى «الاحتفال بالاستقلال في جبل الهيكل»، في إشارة إلى المسجد الأقصى.
وبحسب ما علمت «الأخبار» من مصادر في حركة «حماس»، فقد أبلغت الأخيرة المصريين بأنّ تنفيذ مخطّط المستوطنين، سيُعتبر إعلان حرب وتجاوزاً للخطوط الحمر. كذلك، أبلغت المصريين بأنّها لا تقبل دعوات تهدئة الأوضاع، طالما يواصل الاحتلال اعتداءاته على المسجد الأقصى، ويحاول تقسيمه زمانياً ومكانياً، وفق مخطّطات تهدف للسيطرة عليه وهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه. وشدّدت «حماس» على أنّه في المعركة المقبلة لن تقاتل جبهة غزّة وحدها، بل ستشتعل كلّ الجبهات الفلسطينية، إضافة إلى الأطراف الإقليمية، التي ستكون جزءاً أساسياً في معادلة الحرب.
وفي الوقت الذي حذّرت فيه «حماس» الاحتلال من السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى، معتبرة أنّ هذا الأمر «لعبٌ بالنار، وجرٌّ للمنطقة إلى أتون تصعيد يتحمّل الاحتلال كامل المسؤولية عنه»، دعت الفلسطينيين في الداخل المحتل والضفة إلى الاحتشاد في المسجد الأقصى، والاستنفار في مدينة القدس.
رفع جيش الاحتلال حالة التأهّب في صفوفه، خشية من إطلاق صواريخ من قطاع غزة
وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، إنّ «سماح الاحتلال لمستوطنيه باقتحام الأقصى، بمثابة صاعق تفجير لمواجهة جديدة مع الاحتلال»، مضيفاً أنّ «الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يسمح للاحتلال بتكرار اقتحام المسجد الأقصى، وتقسيمه زمانياً ومكانياً».
وأشار القانوع إلى أنّ «الاحتلال يُعيد إشعال المنطقة، وتفجير المعركة، بهذا السلوك العنصري والعدواني المستمر، سواء باقتحام الأقصى، أو قطع أسلاك سماعات المسجد، ومنع رفع أذان صلاة العشاء اليوم فيه». كما شدّد على أنّ «هذا السلوك العنصري سيرتد على الاحتلال، وهو ما يتحمل النتائج المترتبة عليه».
وفي مقابل ذلك، دعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إلى تصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال، ردّاً على الاقتحام الذي تنوي سلطات الاحتلال تنظيمه للمستوطنين، مُؤكدةً أنّ «هذا الاقتحام سيُواجَه بتفجير الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال».
وأكّدت الجبهة أنّ اقتحام الأماكن المقدّسة، وإجراءات تقسيمها، «يأتيان في سياق الإصرار على قهر الفلسطينيين والتنكيل بهم، ويُعبّران عن تمادي الاحتلال في عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني، وتحدٍّ وقح لإرادة الشعوب العربيّة».
بدورها، حذّرت رابطة علماء فلسطين في قطاع غزة، من خطورة استمرار الاعتداءات على حرمة المسجد الأقصى، مؤكّدة أنّ هذا الأمر استفزاز مرفوض للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وداعيةً للرباط في المسجد، ومواجهة خطوات الاحتلال، ومطالبة علماء الأمة ودعاتها وأحرارها لمضاعفة الجهود لنصرة الأقصى.
أمّا على الجهة المصرية، فقد حذّر وزير الأوقاف، مختار جمعة، من أنّ «رفع الأعلام الإسرائيلية وغناء النشيد في المسجد الأقصى، اعتداء صارخ على حرمة المسجد واستفزاز خطير لمشاعر المسلمين حول العالم، وهو يخدم جماعات التطرّف ويضرّ بالسلام العالمي وحوار الأديان والثقافات».
إلى ذلك، رفع جيش الاحتلال حالة التأهّب في صفوفه، خشية من إطلاق صواريخ من قطاع غزة. وعزّز الكادر العامل على القبة الحديدية في منطقة غلاف غزة ووسط فلسطين المحتلّة، تحسّباً لأي طارئ.
وقد جاء ذلك فيما أكمل المجلس الإقليمي لمستوطنات غلاف غزة «إشكول»، مشروع التشجير الأمني عند نقاط مختلفة من الحدود مع قطاع غزة وقالت صحيفة «يديعوت» العبرية إنه بعد «عام على المعركة الأخيرة مع غزة وخطر الصواريخ المضادة للدبابات من قطاع غزة لا يزال يشغل المنظومة الأمنية، ولهذا تستمر عمليات التشجير على حدود غزة لحجب الرؤية عن المناطق المكشوفة للصواريخ المضادة للدبابات.
سيرياهوم نيوز3 – الأخبار