اهتمت الصحف البريطانية بقصة نجاح ووصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم، التي تستضيفها قطر.
ففي صحيفة الغارديان، كتبت آينا جي خان مقالا بعنوان “صعود المغرب السريع في كأس العالم يساعد على تحطيم صور نمطية”.
وافتتحت الكاتبة المقال بمنشور للاعب المنتخب المغربي أشرف حكيمي كتب فيه عبارة “أنا أحبك يا أمي” تحت صورة لوالدته سعيدة مو وهي تقبله على خده بعد ركلة جزاء حاسمة ضد إسبانيا في دور الـ16.
وقالت الكاتبة: “ستكون هذه واحدة من الصور الدائمة لكأس العالم في قطر”.
وأشارت خان إلى أنه مثل العديد من أمهات منتخب المغرب، لم تكن مو مجرد تابعة لنجاح ابنها، بل هي من ساعدت في تمويل طموحاته الكروية من عملها في مجال تنظيف المنازل بينما كان زوجها يعمل بائعا متجولا في مدريد.
ونقلت الغارديان عن حكيمي قوله، في مقابلة مع موقع بوندزليغا دوت كوم: “اليوم، أناضل كل يوم من أجلهما. لقد ضحيا من أجلي”.
وتقول خان إنه وسط غياب التمثيل الإيجابي لرجال مسلمين من أصول عربية وأمازيغية وأفريقية عادة في أغلب نهائيات كأس العالم، فإن صور حكيمي ومقاطع فيديو للمهاجم سفيان بوفال وهو يرقص مع والدته ويثبت حجابها بعد الفوز في دور ربع النهائي على البرتغال يوم السبت هي أكثر من مجرد صورة حققت انتشارا سريعا. لقد أصبحت رمزا قويا لأهمية الأمهات في هذه الثقافات المعنية.
وتنقل الكاتبة عن لينا دوكي، لبنانية كندية تلعب ابنتها البالغة من العمر 10 سنوات الكرة بشكل تنافسي: “هذه اللفتة الجميلة للاعبي المغرب تبعث برسالة إلى العالم مفادها أن هؤلاء الأمهات، الأمهات العربيات المسلمات، ينتمين إلى هناك، في قلب احتفالات كأس العالم”.
وتشير الكاتبة إلى أن صعود المغرب طرح تساؤلات حول صور نمطية تتعلق بمفهوم الذكورية والإسلام، علاوة على فكرة كرة القدم للرجال خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية.
كما تحدثت الكاتبة عن حضور العلم الفلسطيني في ملاعب قطر، فقد رفعه الفريق المغربي على أرض الملعب بعد انتصاره على البرتغال.
وانتشرت مقاطع فيديو لمشجعين فلسطينيين مؤيدين للمغرب في الشوارع في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة يحتفلون بإنجازات أسود الأطلس، بحسب ما نقلته الكاتبة.
وكان ظهور النساء في مدرجات كرة القدم في كأس العالم في قطر، والنساء المسلمات على وجه الخصوص، مفاجئا للبعض، بل إن كثيرين قالوا عنه “إنه تغيير عالمي للعبة”.
وترى الكاتبة أن فكرة السماح لعائلات لاعبي المنتخب المغربي بالسفر في رحلة شاملة مع المنتخب المغربي إلى الدوحة جاءت من قبل مدير الفريق وليد الركراكي ورئيس الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، وكان شيئا رائعا.
وتختم الكاتبة بما قاله أحد المشجعين المسلمين البريطانيين من أصول باكستانية، سليم خان، عن المغرب ومونديال قطر “إنه يظهر حقا كيف أن الشغف بكرة القدم لا يقتصر على الغرب والأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا، أو الفرق الأمريكية. كرة القدم ملك للعالم”.
ويقول الكاتب إنه بينما اعتمدت إنجلترا على استراتيجية مخصصة لكبح التهديد الهائل من كيليان مبابي، اعترف مدرب المغرب، وليد الركراكي، بأنه لم يطور “خطة ضد مبابي”.
هل يجلب المغرب كأس العالم لأفريقيا؟
وأوضح أن تركيز خطته التكتيكية على لاعب واحد يعني تجاهل الخطر الموجود في جميع أنحاء فريق فرنسا التي يوجد لديها الكثير من اللاعبين الجيدين الآخرين”.
وعلى أي حال، يشير الكاتب إلى أن لدى الركراكي ورقة مهمة: الرجل الذي يعرف مبابي.
ويضيف غيربرانت أن أشرف حكيمي، الظهير الأيمن المغربي اللامع، هو أقرب أصدقاء مبابي في باريس سان جيرمان، فهما يلعبان ألعاب الفيديو معا، ويجلسان بجوار بعضهما البعض في الرحلات الجوية، ويذهبان في عطلات معا، بل ويشتركان في الاحتفال بالأهداف.
لكنه يقول إنه سيكون على حكيمي، الآن، أن يضع حلم صديقه في الفوز بلقب كأس العالم للمرة الثانية جانبا. فالركراكي راض بترك المهمة بين يدي حكيمي، حيث قال “إنه يعرف مبابي أفضل مني، فهو يتدرب معه كل يوم. ليس لدي أدنى شك في أن حكيمي سيكون في أفضل حالاته للتغلب على صديقه”.
وعلى الرغم من أن المغرب يبدو متواضعا أمام فرنسا، بحسب الكاتب، إلا إن الركراكي قال إنهم ليسوا مستعدين للتخلي عن حلمهم “المجنون” بعد. فقد قال “لقد جئنا إلى هذه البطولة لتغيير العقليات داخل قارتنا. إذا قلنا أن نصف النهائي كاف، فأنا لا أوافق”.
وأضاف “لسنا راضين عن الدور نصف النهائي وكوننا أول فريق أفريقي يفعل ذلك. نريد أن نذهب أبعد من ذلك”.
وأردف الركراكي “قبل كل مباراة اعتقد الناس أننا سنخرج من البطولة لكننا ما زلنا هنا. نحن نقترب من أحلامنا وسوف نكافح من أجل تحقيقها. لا أعرف ما إذا كان ذلك سيكون كافيا ولكننا نريد أن تكون أفريقيا على رأس العالم. قد تعتقد أن هذا جنون، لكن القليل من الجنون أمر جيد”. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم