وسيم سيف الدين:
عقب اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية، الخميس، عنونت صحف الجمعة، صفحاتها الأولى بالتعليق على الحدث الذي قد يؤدي إلى مزيد من تأزم الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية
وكتبت معظم الصحف المستقلة والمناهضة لـ “حزب الله” على صفحاتها الأولى أن “لبنان ذاهب إلى الأخطر” وأن عدم تشكيل الحكومة هو “إمعان في تدمير البلد”.
في حين اعتبرت الصحف القريبة من “حزب الله” أن الحريري رئيس “تيار المستقبل” يهرب من التكليف إلى الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في مايو/ أيار 2022.
** لبنان إلى الأخطر
عنونت صحيفة “النهار” صفحتها الأولى بـ”اعتذار الحريري… لبنان إلى الأخطر” في ظل ما يعانيه اللبنانيون من أزمات متراكمة.
ورأت أن التخوّف من تفاقم قياسي في أزمات الكهرباء والمحروقات والدواء بدءاً من الجمعة، تشكل فقط العينات الأولية لردود الفعل المتفجرة على اعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة.
بينما اعتبر صحيفة “الجمهورية” (مستقلة) أن عدم تشكيل الحكومة “إمعان في تدمير البلد”، لافتة إلى أن الدولار يحلق والشارع يغلي”.
ورأت أن اعتذار الحريري يعيد الأزمة إلى بداياتها، وأن هناك بوادر عن عدم الاتفاق على بديل عن الحريري.
** نهاية المهزلة ومخاوف من الفوضى
أما صحيفة “نداء الوطن” فكان مانشيت صفحتها الأولى بعنوان: “نهاية المهزلة.. طلاق بالثلاثة”، في إشارة إلى الاختلاف السياسي العميق بين عون والحريري.
وأشارت إلى أن الأخير حمَّل عون المسؤولية، فيما قطع جمهوره الطرقات وواجه الجيش، لافتة إلى أن الدولار “يطير”.. نحو الارتطام الكبير.
وقالت صحيفة “اللواء”، أن “عون يدفع الحريري إلى الاعتذار.. ومخاوف عربية ودولية من الفوضى”.
ولفتت إلى أن الرئيس المعتذر يرفض الفراغ وعاتب على “حزب الله”.. فيما الشارع يهتز والدولار يكسر حاجز السقوف العالية.
وكتبت صحيفة “الشرق” على لسان الحريري: “عون لا يريد أن يشكّل.. وإذا ترأست حكومته لن أنقذ البلد”.
** الحريري يهرب
في المقابل، اعتبرت صحيفة “الأخبار، أن “الحريري يهرب إلى الانتخابات”.
ورأت الصحيفة أنه “بالتحريض على حزب الله، افتتح الحريري حملته الانتخابية، أمس، التي سبقه إليها الأميركيون والفرنسيون الذين يطلبون أكثرية نيابية معادية للحزب”.
والخميس، أعلن الحريري في مؤتمر صحفي اعتذاره عن تشكيل الحكومة، بعدما تقدم الأربعاء، بتشكيلة وزارية إلى عون، لكن الأخير طلب تعديلاً بالوزارات وتوزيعها الطائفي، وهو ما رفضه الحريري.
فيما قال بيان للرئاسة اللبنانية تعقيبا على اعتذار الحريري، إن الأخير “رفض كل التعديلات المتعلقة بتبديل الوزارات والتوزيع الطائفي لها والأسماء المرتبطة بها”.
وعلى مدار نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/ آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وتركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة “حزب الله”، على “الثلث المعطل”، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم