محمود القيعي:
عادت من جديد أزمة “السد الإثيوبي” لتتصدر من جديد عناوين الصحف المصرية التي علت فيها نغمة المفاوضات، قابلها دعوات بمواقع التواصل تذكّر بمنطق القوة التي قال عنها الشاعر القديم: من أطاق التماس شيء غلابا واغتصابا لم يلتمسه سؤالا
وإلى تفاصيل صحف الأربعاء: البداية من ” الأهرام ” التي كتبت في عنوانها الرئيسي ” أولوية لبلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة “.
“المصري اليوم” كتبت في صفحتها الأولى “اتفاق ثلاثي على مواصلة مفاوضات سد النهضة”
“الأخبار” أبرزت في عنوانها الرئيسي قول السيسي “رغبتنا صادقة للتقدم في القضايا الخلافية وتحقيق اتفاق عادل”.
أغرب مفاوضات في التاريخ!
في السياق نفسه كتب د. حمدي عبد الرحمن حسن مقالا بعنوان” أغرب مفاوضات في التاريخ”، جاء فيه:
“ليس لدينا معلومات كافية عن كواليس القمة الأفريقية المصغرة التي عقدت بالأمس بخصوص سد النهضة. ومع ذلك بعد قراءة البيانات الصادرة عن الأطراف الرئيسية وتحليل مضمونها لم أستطع التوصل إلى جملة مفيدة أستريح وأريح بها.
راعي المفاوضات ورئيس الاتحاد الأفريقي يقول في تغريدة له أن المفاوضات الثلاثية لاتزال في مسارها الصحيح.ويبدو أنه يقصد المسار الأفريقي في إطار حلول أفريقية للمشكلات الإفريقية. لم يذكر سيريل رامافوسا أي جديد غير أنه سعيد وشاكر فضله أنه نجح في ابقاء الملف في جعبته.”.
وتابع حسن: “التصريحات السودانية تشير إلى أن الجوانب الجوهرية لاتزال عالقة.بيد أن ما يثير الدهشة هو أن الدكتور عبدالله حمدوك قد سجل اعتراض السودان رسميا على القرار الأثيوبي الأحادي باستكمال المرحلة الأولى من الملء الأول للسد. ومع ذلك تم التوافق على استمرار المفاوضات.
التصريحات المصرية لا أجد فيها رائحة حدوث إختراق مهم إلا المطالبة باستمرار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ملزم.والفصل بين سد النهضة وأي مشروعات أخرى مستقبلية حيث أن ذلك يقتضي اتفاقا شاملا آخر. وطبقا للبيان هناك توافق من حيث المبدأ على الأمرين.”.
وأضاف قائلا: “أما البيان الإثيوبي فهو وإن كان موجها للداخل إلا أنه يعكس لغة المنتصر حيث يقول بكل وضوح أنه تم استكمال المرحلة الأولى من الملء الأول للسد. ونسي أن وزير الري عندهم تراجع عن تصريح سابق له. المهم شكرا لأبو الأنهار “آباي” الذي يربط السماء بالأرض فقد مكن السد أن يملأ نفسه بنفسه. لم يكتف أبي أحمد بهذا الاعلان بل إنه أكد على أن المتبقي هو قضايا فنية سوف يتم استكمالها.”.
وأسدى حسن نصيحة للخروج من هذه المتاهة قائلا: “في حالة الإصرار والتعنت الإثيوبي على تلبية الحد الأدنى من الطموحات المصرية يمكن البد ء باتخاذ الخطوات التالية:
الاعلان أمام العالم كله عن توقف المفاوضات بسبب التصرفات الإثيوبية الأحادية وهو ما أقرت به. بعد ذلك يتم سحب التوقيع من إعلان المبادئ وهو ما يعني نزع المشروعية عن سد النهضة. عندئذ يصبح الملف أمام مجلس الأمن الدولي باعتباره قضية تهدد السلم والأمن الدولي. وبالطبع يملك صانع القرار المصري أدوات أخرى للتصعيد تتطلب مزيد من الدراسة والحكمة لأن تكلفتها باهظة.”.
وأردف حسن قائلا: ” إنها معركة وجودية. حفظ الله مصر.”.
القوة
على الجانب الآخر أكد عدد من الخبراء أهمية اتباع سياسة القوة مع إثيوبيا.
عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق كتب قائلا: ” مجلس الأمن من جديد لكن مع تحديد صارم للخط الأحمر الذي تحدث عنه وزير الخارجية منذ أيام في النزاع مع إثيوبيا وإعلان أن كل الخيارات مفتوحة”.
وأردف حماد: ” لن يأخذك العالم بجدية ماغ لم تكن جادا “.
د. خالد عمارة قال: الشرعية الدولية لم تساعد مصر حين ضاعت سيناء في ١٩٦٧ و لن تساعد مصر حين تضيع مياه النيل في ٢٠٢٠ رض الوهن و الهوان لا تعالجه شرعية “.ك العالم بجدية من
العمالة المصرية بالخارج.
ونبقى مع المقالات، ومقال عبد الفتاح الجبالي في ” الأهرام ” ” العمالة المصرية بالخارج وآثار العودة “، والذي طالب باتباع استراتيجية جديدة تهدف إلى العمل على استيعاب هذه العمالة داخل دولاب الإقتصاد القومى عن طريق إيجاد كيانات استثمارية مناسبة للمدخر الصغير وهم معظم من يتوقع أن يعودوا إلى البلاد قريبا حسب قوله.
وطالب الجبالي
بدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، خاصة فى المناطق البعيدة في الريف المصري، وتشجيع تكوين كيانات إستثمارية تساعد على جذب المدخر أو المستثمر الصغير للدخول في شراكة معه، مشيرا الى أنه يمكن الاستفادة من المزايا العديدة فى قانون تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة (رقم 152 اسمة 2020 ) الصادر مؤخرا.
وكذلك يجب أن تقوم البنوك بتوسيع دائرة الاهتمام لتشمل جميع قرى ومدن مصر مع إزالة العقبات أمام المعاملات المصرفية لصغار العملاء، والاستفادة أيضا من القانون الجديد للجهاز المصرفى، المزمع صدوره قريبا، فضلا عن ضرورة الاهتمام بالتدريب التحويلى حتى تتمكن هذه العمالة من الإلتحاق بالقطاعات الأكثر طلبا للعمالة، وتوفير ضمانات اجتماعية أفضل للعاملين فى المهن الحرة وفى القطاع غير الرسمى. كما طالب بتعزيز شبكات الامان الاجتماعى لحماية الأفراد الأكثر تضررا.
عدي وقصي
ومن المقالات، الى الذكريات، وتقرير ماهر حسن في ” المصري اليوم” ” زي النهارده سنة 2003 مقتل عدي وقصي صدام حسين “، وجاء فيه: ” اشتركا في يوم مقتلهما، فقد قتلا ” زي النهارد” في 22 يوليو 2003 بعد أن اكتشفت القوات الأمريكية مكان اختبائهما إثر وشاية من صاحب المنزل الذي أواهما، وبعد أن طردتهما السلطات السورية من سورية، واضطرا للعودة والاختباء بالموصل.”
وجاء في التقرير أن عدي كان يحتل المرتبة الثالثة بقائمة المطلوبين التي نشرتها الولايات المتحدة بعد أخيه قصي ووالده صدام.
بايدن
ونختم بالانتخابات الأمريكية، حيث قالت ” الأخبار ” نقلا عن وكالات الأنباء إن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن استشهد- في مؤتمر انتخابي حمل عنوان ” قمة مليون صوت مسلم” – بحديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: ” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان “.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 22/7/2020