آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » صحوة عربية..ولكن

صحوة عربية..ولكن

 

مالك صقور

 

لا أخطئ إنْ قلت أن المؤتمر القومي العربي بدورته الثالثة والثلاثين المنعقد في بيروت يمثل صحوة عربية حقيقية . ففي الوقت الذي اخفق فيه مشروع النهضة القومي العربي بعد هزيمة حزيران 1967 ..وبعد انتكاسات منظمة التحرير الفلسطينية ، وبعد اتفاقيات كامب ديفيد و أوسلو ووادي عربة ؛وهرولة بعض الأنظمة العربية “للصلح ” مع الكيان الصهيوني .ظنّ كثيرون أن القضية الفلسطينية انتهت ، وتم الإكتفاء ( بالسلطة ) التي ماهي إلا أداة بيد حكام الكيان الصهيوني . وأن المشروع القومي العربي .. والقومية العربية .. والعروبة .. والوحدة العربية طواها النسيان .. وتعالت أصوات كثيرة ضد العروبة ، والقومية العربية ، والوحدة ، وذلك بسبب التطبيع الذي تمّ مع الكيان الغاصب وحملات الدعاية ضد العرب وفكرة العروبة حتى .

وفي الوقت الذي كان ينادي ( بعضهم ) بالواقعية السياسية ، أي أن ” إسرائيل “أصبحت أمرا واقعا لايجب الاعتراف بها فحسب بل التطبيع والتعاون معها أيضا . في هذا الوقت الصعب وشديد الحساسية ، لا سيما بعد مواقف الدول العظمى ..انبثق طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول العام الماضي ، ليُحدث بركانا وزلزالاً في آن ليس في الأرض المحتلة ، والوطن العربي فحسب ، بل في العالم أجمع . واليوم ينعقد المؤتمر القومي العربي بدورته الثالثة والثلاثين تحت اسم طوفان الأقصى ، والدورة الماضية كان باسم جنين ..

ثلاثة أيام – من 31 أيار حتى 2 حزيران اجتمع فيها أكثر من مئتين وخمسين شخصية عربية من كافة الأقطار العربية تقربياً ، من أجل تحرير فلسطين ، من أجل الوحدة العربية ، من أجل لم شمل هذه الأمة المشتة، الممزقة . وليعيدوا رفع شعارات خمسينات وستينات القرن الماضي لإحياء الشعور القومي ، ونصرة المستضعفين ، وتحرير فلسطين .

اللافت في هذا المؤتمر القومي العربي : الإلتزام التام بالقضية الفلسطينية . وعدم الارتهان لأي نظام .. وكان من الأهمية بمكان ، القول بالفم الملآن : سقوط وانحطاط النظام الرسمي العربي وابتعاده عن الشعب ، وتخليه عن قضية العرب المركزية – تحرير فلسطين . كما تميز هذا المؤتمر بالاستقلالية ، والتنوع ، والتعدد . وعدم الرضوخ للأنظمة التي طبعت والتي تنوي أن تطبع مع الكيان .

لا بل طالب الأمين العام للمؤتمر حمدين صباحي : بإلغاء إتفاقية كامب ديفد وأسلو ووادي عربة . وندّد بكل محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني .

أشاد المؤتمرون ببوطولات فدائيي طوفان الأقصى ،وصبر وصمود غزة الأسطوري ، وجبهات الدعم والإسناد في العراق واليمن وحزب الله . وخصصوا وقفة كاملة مع سورية .. مطالبين باليقظة العربية ، واستنهاض الأمة بعد هذه الغفلة الطويلة .

لقد عبّر هذا المؤتمر عن أصالة العروبيين ، وقد تنادوا من أماكن بعيدة جدا ، متحملين أعباء السفر وتكاليفه ، وتكاليف الإقامة ، من أجل ان يصل صوتهم الحر ، الذي يمثل صوت الأمة.

نأمل أن تتحقق شعارات هذا المؤتمر وتوصياته ، وأن لا تبقى حبراً على ورق ، ولا كلاماً وخطابات قيلت خلال أيام المؤتمر داخل الفندق فقط..!

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وفي طرطوس..تشرين الأول شهر الحياة الوردية

  رولا فايز خليل مع بداية شهر تشرين الأول من كل عام، تتزين مدن العالم باللون الوردي، رمز الأمل والقوة في مواجهة سرطان الثدي، ذلك ...