كتب ستيف هندريكس في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تحت عنوان “نتنياهو يقدم رؤية متشددة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة”. واعتبر هندريكس أنه “وللمرة الأولى يقدم نتنياهو رسميا رؤيته لما سيكون عليه الوضع في قطاع غزة بعد نهاية الحرب”.
وأضاف هندريكس، المتواجد للتغطية الإعلامية حاليا في القدس، أنه وعلى مدى أشهر، “منع نتنياهو إلى حد كبير التحدث أمام الرأي العام عن أمرين محظورين من وجهة نظره، يتعلق الأمر الأول بالمسؤولية التي يتحملها عن الثغرات الأمنية التي أدت إلى هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويتمحور الثاني حول من سيحكم قطاع غزة عندما ينتهي القتال”.
ورأى الكاتب أنه وفيما يتعلق بالسؤال الأول، يواصل نتنياهو حرف الأنظار، لكنه تحدث أخيرا عن الأمر الثاني من خلال اقتراح قام بتقديمه إلى المجلس الوزاري الأمني، وتم نشره علنا، وقال مكتبه إن المقصود من الخطوط العريضة المقترحة هي أن تكون نقطة انطلاق لمزيد من المناقشات.
ويلاحظ الكاتب أن “هذا التطور جاء بعد اجتماع نتنياهو يوم الخميس مع مبعوث البيت الأبيض بريت ماكغورك، وفي الوقت الذي يبدو فيه أن الزخم يتزايد في المحادثات التي تتخذ من باريس مقرا لها نحو وقف محتمل لإطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس”.
ويرى الكاتب أن الاقتراح الذي قدمه نتنياهو يعكس إلى حد كبير ما كان قاله علنا، وخاصة لجهة تأكيده على بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة طالما أن الأمر يتطلب نزع سلاح القطاع والقضاء على حماس ومنعها من إعادة تجميع صفوفها، كما ستتولى إسرائيل السيطرة بشكل أكبر على الحدود الجنوبية لغزة، بالتعاون مع مصر “قدر الإمكان”، وسوف تقيم مناطق عازلة على الحدود لمنع التهريب وضمان عدم وقوع المزيد من الهجمات.
ويشير الكاتب إلى بقية القضايا التي يطمح إليها نتنياهو ومنها “حل واستبدال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “أونوروا” في غزة والضفة الغربية، والتي تتهمها إسرائيل بالتواطؤ مع حماس وتعزيز الكراهية لليهود”.
وكذلك ترفض رؤية نتنياهو المقترحة أي اتفاق دائم مع الفلسطينيين لا يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وكذلك أي دولة فلسطينية أحادية الجانب.
ويرى ستيف هندريكس أن هناك عقبات كثيرة تحول دون تحقيق رؤية نتنياهو، بعضها داخلي والآخر خارجي، فقد سارعت المعارضة في إسرائيل إلى رفض الخطوط العريضة تلك باعتبارها خلاصة وافية للأفكار التي رفضها من قبل المجتمع الدولي وأهم مؤيدي إسرائيل.
وأيضا بالنظر إلى رفض مصر أي دور أمني إسرائيلي على حدودها مع غزة، وتأكيد السلطة الفلسطينية أن الخطوط العريضة التي طرحها نتنياهو “غير مقبولة”. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم