في محاولة عنصرية جديدة لإثارة الرأي العام ضد اللاجئين السوريين في تركيا وإظهارهم بأنهم همجيون ولا يتبعون القواعد، نشر أحد المواقع التركية شريط فيديو يظهر شخصاً ادعت أنه سوري، خالف السلوكيات والآداب العامة في إحدى وسائل النقل بمدينة إسطنبول، على حين تحدثت تقارير إعلامية هولندية عن تسجيل ما يقرب من 700 قضية عنف بدافع الشرف العام الماضي، مشيرة إلى أن أكثر من خُمس هذا العنف يُسبَّبه أشخاص من أصل سوري.
وأثار فيديو تحريضي نشره موقع odatv التركي المعروف بنشر أخبار معادية للاجئين في تركيا، ردود فعل غاضبة واستهجاناً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التركية، بعدما ادّعى فيه أن لاجئاً سورياً خالف السلوكيات والآداب العامة في إحدى وسائل النقل بمدينة إسطنبول، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
وقالت المواقع: إن الموقع التركي سبق أن شارك مقطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، زعم فيه أن لاجئاً سورياً يبيع «السميت»، وهي وجبة شعبية تركية، حجز مقعدين له عندما كان يستقلّ خط «المتروبوس» في إسطنبول دون الاكتراث بالركاب من حوله.
وعنون الموقع الفيديو بالعبارة الإرشادية المستخدمة في وسائل النقل العام «الرجاء إعطاء أفضلية الجلوس للمسنّين والحوامل والمُقعَدين والمرضى» بإضافة عبارة «وبائع السميت السوري»! في محاولة عنصرية جديدة لإثارة الرأي العام ضد السوريين وإظهارهم بأنهم أشخاص همجيون ولا يتبعون قواعد الآداب العامة.
وواصل الموقع أيضاً تحريضه مدّعياً أن بائع السميت «السوري» لم يفقد رباطة جأشه طوال الطريق على الرغم من سوء سلوكه ولم يحرّك ساكناً لإفساح المقعد للركاب القادمين الذين لم يعترض أحد منهم عليه.
ووفقاً للمواقع المعارضة، فإن الفيديو لاقى استهجاناً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفت صحيفة «يني عقد» التركية موقع odatv بـ«الظَّلامي»، متهمةً إياه بترويج العنصرية وإثارة الفتنة.
وقالت الصحيفة: إن «موقع odatv لا يكفّ عن نشر الأخبار الملفّقة والمخزية حول السوريين، والتي تعكس فهمه الوصائي والاستعلائي».
وأضافت: إن الموقع تحوّل إلى خادم للأيادي السود، وارتكب رسمياً عنصريةً تجاه المواطن السوري الذي أراد الذهاب إلى المنطقة التي كان سيبيع فيها الخبز في حافلة الركاب التي كانت فارغة.
العديد من مستخدمي «تويتر» من جهتهم أيضاً استنكروا عنصرية الموقع، وقال أحدهم: «ماذا سيحصل إذا كان سورياً؟ لا أرى معوقاً أو امرأة حاملاً تقف على قدميها».
وأضاف آخر: «أستطيع أن أقسم بأن من شارك الفيديو لا يملك أي مستوى من الذكاء».
وكتب آخر: «ستجنّون من العنصرية!»، وأضاف آخر: «لا أرى معوقين في الحافلة، أنتم ظالمون يجب أن يُغلَق موقع odatv».
المواقع المعارضة من جهتها ذكرت، أنها لم تتمكن من إثبات هوية الشخص فيما إذا ما كان سورياً كما ادّعى الموقع أم لا.
وتشهد الولايات التركية تصاعداً في حدة التصرفات العنصرية وخطابات الكراهية ضد اللاجئين السوريين في البلاد، وأدت إلى قتل العديد من الشبان، فضلاً عن حوادث الاعتداء على محالهم ومتاجرهم هناك.
بموازاة ذلك، أشارت صحيفة «دي ستينتور» الهولندية، إلى أن الشرطة تعاملت مع ما يقرب من 700 قضية شرف معقدة في عام 2022 في ازدياد ملحوظ لجرائم العنف من أجل الشرف، وذلك حسبما ذكرت المواقع المعارضة أمس.
وكشفت الصحيفة أن أكثر من خُمس هذا العنف يُسبَّبه أشخاص من أصل سوري، مضيفة إن هذا الحال بدأ منذ عام 2021، واستمر العام الماضي أيضاً، في حين قبل ذلك كانت معظم الحالات تتم في الدوائر التركية والمغربية.
ويعيش معظم السوريين الذين اضطروا للجوء إلى بلدان أخرى بفعل إجرام التنظيمات الإرهابية ضمن مجتمعات تختلف تقاليدها عن مجتمع بلاهم.
وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة هؤلاء اللاجئين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.
لكن دولاً إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في سورية تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.
سيرياهوم نيوز 1-الوطن