سلمان عيسى
مثل كل موسم، تركب الحكومة رأسها وتقسم انها لن تحرك سعر شراء القمح مليما واحدا فقد اقرت بحضور معظم أعضائها سعر الشراء هذا الموسم من الفلاحين ب ٥٥٠٠ للكغ ..
في السنوات السابقة كانت الحكومة تتراجع ربع خطوة الى الوراء كأن ( تمنح ) الفلاح مكافأة ٢٠٠ ليرة عن كل كيلو قمح يسلم لمراكز استلام الحبوب .. هذا العام بلغ النقاش اشده بين الحكومة والاتحاد العام للفلاحين لتسعير شراء القمح ب ٦ آلاف ليرة للكغ .. لكن الحكومة اقسمت انها لن تتزحزح قيد انملة عن ٥٥٠٠ ليرة ..
يتوقعون ان يصل انتاج هذا العام الى ٢ مليون طن .. منها ٩٠٠ الف طن من الجزيرة .. وتريد الحكومة استلام كل حبة قمح تنتج في اراضينا .. بيضة القبان هذا الموسم هي ال ٩٠٠ الف طن في الجزيرة .. ومعلوم شعبيا وحكوميا شدة المنافسة للاستحواذ على الكمية الاكبر منها، ولا نعتقد ان احداً في الحكومة غافل عن هذا .. اذن ..؟!
فاتورة الاستيراد اكثر كلفة .. واصعب في تأمينها عبر البحار ..اذن ؟!
كل هذا الخلاف على مبلغ ١٠٠٠ مليار ليرة على اساس ان الانتاج المتوقع ٢ مليون طن .. والمطلوب هو زيادة ٥٠٠ ليرة للكيلو .. والغريب في كل هذا الخلاف انه لم يخطر في بال اي من الطرفين انه من الممكن جدا عدم تسوق هذا الكم .. وقد لا تسوق الا نصفه .. ففي الموسم الماضي قدرت وزارة الزراعة الانتاج ب ١،٥ مليون طن .. لكن الغريب ان مراكز الاستلام اشترت فقط ٦٠٠ الف طن .. وقبله حكي عن ٣٠٠ الف طن .. اذا لماذا هذا النق الذي ( يهرب الرزق ) ويقلل البركة ..
اذا كانت الحكومة – وبعض الأعضاء فيها – وبعض التابعين لإدارة مهمة ومعنية بشراء القمح، يقولون ان الدولة تدعم الخبز ب ١٣ الف مليار ليرة سنويا .. اين المشكلة اذا ما زاد هذا الدعم الف اخرى ؟!.. بالتأكيد هذا المبلغ لن يقصم ظهر الموازنة، ولن تجد وزارة المالية صعوبة في تأمينه ..لماذا لا تعتبرها الحكومة زكاة عن اموال الموازنة، او صدقة عنها، خاصة ان كل عملية استيراد للقمح ستترك اعباء على الموازنة اكثر بكثير من زيادة ٥٠٠ ليرة للكغ ، حتى لو كان هذا السعر اغلى من المستورد – ولا نعتقد ذلك ابدا .. فالحديث عن كلفة كيلو المستورد انه يزيد بحوالي ٤٠ – ٤٥ % عن المنتج محليا فوق انه يستورد بالعملة الصعبة ويستنزفها ..
مصر مثلا قررت هذا العام رفع اسعار استلام القمح ليصل الى ٢٠٠٠ جنيها للطن .. ووفق نشرات المصارف فأن سعر الجنيه مقابل الليرة ٣٠٩ ليرات ..
رغم كل تصريحات الحكومة مجتمعة .. ومتفرقة عن اولوية دعم الزراعة .. وتأمين مستلزمات الانتاج ، الا ان هناك قطبة مخفية، لا نعلم من اخاطها واين وضعها .. وما الهدف من كل هذا الاستهتار بالزراعة والمزارعين .. والتعويض على المتضررين في سهل عكار خير دليل .. ؟!
(موقع سيرياهوم نيوز)