الرئيسية » كلمة حرة » صدقونا رجاءً !

صدقونا رجاءً !

محمد احمد خبازي
   “الإسكافي  حافي  ،  والحائك  عريان  ،  والنجار  بلا باب  دار  ”  كلها  أمثلة  شعبية  ،  تنطبق  أيَّما  انطباق  على  حال جميع الزملاء الإعلاميين أعضاء  اتحاد  الصحفيين السوريين   ،  سواء  كانوا  من  العاملين  بالمحافظة  أو  بغيرها من  المحافظات  أو  بالعاصمة  .
  فالواقع  واحد  ،  والوجع  ذاته   ،  والمعاناة  هي  نفسها ،  ولم  تُعالج منذ  عقود طويلة  ،  ولم تتغير  حال  الصحفي نحو  الأفضل  ،  ولم تتحسن  ظروفه  المعيشية  وأحواله المادية  ،  رغم  تغني  الحكومة  به  وبإنجازاته   ،  وبأهمية  دوره  في  تشكيل  الرأي  العام  ،  وتكوين  الوعي  الجمعي  ،  حتى  ليشعر  المواطن  العادي  أن  الصحفي  هو  ابن  الحكومة  المدلل   ،  وكل  ما يطلبه منها  تستجيب  له  ،  وأن  كلمته  مسموعة  عندها  وما ” بتصير اثنتين “!!.
   وبالطبع  ،  من  لا يعرف  الواقع  يحسدنا  ،  ومن  يعرفه  يبكي  معنا على  حالنا  وأحوالنا  ،  ويعذرنا إذا  ما رآنا  نعمل  أي عمل عضلي لنسد به الرمق ليس إلاَّ  !.
  فنحن  مضربون  بحجر  كبير شعبيًا  ،  ولكن الحكومة تعاملنا كأولاد  الجارية  لا  الست  ،  أو  بتعبير  أكثر  تهذيبًا  ،  كأولاد  الخالة زوج  الأب  لا الأم  !.
   ويصح  فينا  وفيها  قول  الفارس  عنترة بن شداد :
”  يُنادونَني في السِلمِ يا ابنَ زَبيبَةٍ
وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا ابنَ الأَطايِبِ “!.
   فنحن ــ رغم عملنا الشاق  المصنَّف عالميًا  ،  بأنه أخطر من العمل بالمناجم  ــ محرومون من أدنى الحقوق التي ينالها العاملون بالدولة بلاحسادة  ، ونحن الذين نعمل على مدار الساعة  ، وبحالة استنفار دائم ومستمر 24 ساعة باليوم  ، وبكل الظروف  ، وبأيام العطل والأعياد الرسمية.
   وترانا بالمقدمة في كل حدث  ، مع جيشنا الباسل بالخنادق الأمامية  ،  وبالأحداث الأمنية  وبالحرائق ومع رجال الإطفاء ، وبالعواصف  ، وبالمشافي  ، وفي الحقول  ، وفي المصانع  ، ومع الناس في مشكلاتهم وآلامهم .
   ورغم  التوجيهات  العليا  ،  بأن   من واجب الإعلام السوري الذي حقق نقلة نوعية  ،  الاستمرار بملاحقة مكامن الخلل  ،  ومن واجب المسؤولين الاستجابة بمقابلة أو ببيان أو بنقل معلومة عبر المكاتب الإعلامية، والتفاعل مع الإعلام ، ومن الضروري توسعة دائرة الحوار في الإعلام السوري سواء المواطنين أو المختصين أو المسؤولين  ،  لأن هذا يرفع مستوى الحوار والمعرفة  ،  ويرفع قدرتنا لإيجاد حلول للمشاكل برؤية أوسع.
فإننا كثيرًا مانتعرض لعتب من المسؤولين  ، ولمضايقاتهم أيضًا  ، ولشكاوى كيدية  ، ولاتهامات بوهن عزيمة الأمة والمس بهيبة مؤسسات الدولة  ،  إذا ماتحدثنا عن فساد هنا وآخر هناك  ، وإذا ما أشرنا بعين الناقد المُحب لا الحاقد  ،  إلى خطأ في دائرة ما  ،  أو سلبية في مؤسسة ما لتتجاوزها إدارتها إلى الإيجابية.
   ورغم كل التوجيهات بتوفير الحد المعقول والمقبول لتحسين ظروفنا  ، لم تتحسن على الإطلاق .
   لذلك عندما نقول  : إننا نعاني الأمرين  فصدقونا  ، وإننا كالإسكافي الحافي والحائك العريان  ، والنجار الذي بلا باب دار  فصدقونا رجاءً  !.
(سيرياهوم نيوز-الفداء١٨-٢-٢٠٢١)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...