آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » صراع المصطلحات.. لماذا تحاول واشنطن إبدال كلمة “الأم” بـ”منتجة بويضات”؟

صراع المصطلحات.. لماذا تحاول واشنطن إبدال كلمة “الأم” بـ”منتجة بويضات”؟

إنّها حرب وجود. هكذا أعلنها الشاذّون، عبر أفكارهم، التي تعدّت التطرف. أفكار عن الجنس البيولوجي، تدعو الى حذف كلمة الأم من فصول العلوم، ونسف وجودها، وتدمير هويتها، وحسبانها مجرد “منتجة بويضات”.

مساعد وزير الصحة الأميركي، المتحوّل جنسياً، ريتشارد ليفين، وصف هذه الخطوة بـ”التحدي الكبير”، داعياً المدرّسين إلى استخدام “لغة دقيقة”، عند حديثهم عن أجزاء الجسم ووظائفها، من دون “افتراض وجود جنسين فقط”. ويشمل هذا حذف كلمة “أم” من المناقشات عن الإنجاب، والإشارة إليها على أنّها “منتجة بويضات، أو ناقلة“.

لم يكتفِ ليفين بهذا الطرح، بل دعا أيضاً إلى تغيير مصطلحَي الرجال والنساء، حاثاً المعلمين على توجيه الأطفال، خلال دراستهم، نحو تعلّم سلوك الحيوانات، في مقابل تخفيف التركيز على البشر.

يزداد خطر هذه الدعوات بسبب ما تحمله من مواجهة علنية للقيم الدينية وقوانين الطبيعة. وهي تطرح مخاوف كثيرة بشأن وصول الشاذّين إلى مواقع حساسة في الحكم، وخصوصاً أنّهم يتدرّجون في مطالبهم المتطرفة ويصعّدون فيها، بدءاً من معركتهم لتثبيت عَلَمهم وشعارهم ونشر أفكارهم المنحرفة وتطبيعها، وصولاً إلى تغيير المفاهيم والمصطلحات.

الغزو الفكري الاجتماعي يوازيه، اليوم، الغزو التربوي العلمي، والترويج الممنهج لهذه الأفكار الشاذة، التي تنقل المواجهة مع أصحابها إلى مستوى جديد. فأي تهديد للإنسانية تمثّله حرب المصطلحات هذه؟ وهل يدفع الأطفال ثمن مواجهة الفطرة الإنسانية؟

المجتمعات لن تقبل أن تتغيرّ مفاهيمها

من جهته، أكد محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، أنّ موضوع الأم جساس جداً، إذ يشكّل التأثير في شخصيتها وتكوينها مسألةً جوهريةً، وخصوصاً في المجتمعات الشرقية، بحيث الأم هي المدرسة والنموذج.

والأم هي التي تصنع الرجال أيضاً، وفق سليمان. ففي فلسطين مثلاً، “تزفّ الأمهات أبناءهن الأبطال عند استشهادهم، لتشكّل الأم النموذج الأساسي عن الصمود والمثابرة والاجتهاد”.

وأكد سليمان أنّ محاولة إلغاء هذه المصطلحات لن تنجح، لأن المجتمعات راسخة في نظرتها إلى هذه الأمور، وهي لن تقبل، كما لن تقبل الأسرة، أن تدخل هذه المفاهيم وتغيّر الصورة الحقيقية القائمة، والتي يفتخر بها كل فرد.

واستغرب محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية محاولات ترويج ما يجري في الغرب عموماً، عبر الأفلام أو المنظمات الحقوقية الغربية، انطلاقاً من من أن الشاذّين جماعة يُفترَض حماية حقوقها والدفاع عنها، على نحو ينتهك طبيعة القيم والتقاليد التي تقوم عليها البشرية.

 

وتساءل سليمان: “لماذا يُشجَّع هذا الأمر تربوياً؟”، مع الإشارة إلى إعلان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قبل عامين، أنّ علَم الشاذّين سيُرفَع فوق الوزارة والسفارات الأميركية في جميع أنحاء العالم، من أجل “تعزيز التنوع والمساواة”.

وأشار أيضاً إلى أنّ قضية الشاذّين طغت على التحركات الجماهيرية في عدد من الدول، بما فيها الدول العربية مؤخّراً، بسبب الضخ، إعلامياً وحقوقياً. وقال إنّ هذا تكريس لعملية انحراف بعيدة عن القيم الإنسانية.

وأضاف سليمان: “لن تنجح هذه المحاولات، لكن يجب الحذر في الوقت نفسه من هذه المحاولات، من أجل إسقاطها وجعلها متبنّاة تحت ستار حماية الأقليات أو حماية الحريات”.

على الشرق أن يواجه الهجمة الغربية الأيديولوجية

في المقابل، تعتقد روسيا أنّ الغرب كان يتوجّه إليها دائماً بكل أشكال الصراعات والاعتداءات، مستخدماً المبادئ التي تطرحها الولايات المتّحدة الأميركية، كما قال محلل الميادين للشؤون الأوراسية والدولية، مسلم شعيتو.

وأشار الأخير إلى أنّ الغرب يستخدم الأفكار التي تطرحها واشنطن، كـ”صراع الحضارات” و”الفوضى الخلاقة”،مرتكزاً على الصراع الديني، وعلى القيم والتقاليد والعادات التي يعتنقها الشرق، وتمتلك روسيا جزءاً أساسياً منها.

وفيما يتعلق بمحاولات إلغاء دور الأم، قال شعيتو إنّ الأم لا تمثّل نواة العائلة فحسب، بل تمثّل أيضاً “الكثير في المجتمعات الشرقية”. ففي روسيا مثلاً، الوطن هو أم، وحتى في الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أنّ الاتحاد السوفياتي كان دولةً شيوعيةً، “حُملت أيقونة الأم من أجل حماية موسكو”.

وعليه، يعرف الغرب أنّ التعرض لهذه القيمة هو ضرب لكل المجتمعات الشرقية تحديداً، والتي تواجه الهجمة الغربية الأيديولوجية، وفقاً لشعيتو.

وأضاف: “يحتاج هذا الأمر إلى مواجهة لا ردة فعل، إذ على الدول أن تمتلك أيديولوجيا تنطلق من الديانات، بالإضافة إلى أيديولوجيا في مجالات التقنيات والسياسة والاجتماع، لمواجهة هذه الهجمة”.

 

ولفت شعيتو إلى أنّ موسكو ترى أنّ “الدفاع عن تقاليدها وقيمها المسيحية والإسلامية، والتصدي للشذوذ، يساعدان على توحيد المجتمع الروسي”، وإمكان مواجهته الغرب، ليس تقنياً فقط، بل حضارياً أيضاً.

وانطلاقاً من ذلك، أكد البطريرك الروسي، كيريل الأول، عدم إمكان الاعتراف بالشذوذ الجنسي، مع الإشارة إلى أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن أنّه لن يُمرَّر أي قانون يعترف بذلك، ما دام هو في قيد الحياة.

وهذا الرفض، وفق شعيتو، لا يقتصر على المستوى السياسي، فالمجتمع الروسي يتماشى أيضاً مع هذه الأقوال، ويرفضها في كل أشكالها، كونه مجتمعاً شرقياً مسلماً ومسيحياً، يرفض كل أنواع الشذوذ، وخصوصاً الذين يحاولون تعميمه من خلال الإعلام والأفلام والأيديولوجيا.

ولفت محلل الميادين للشؤون الأوراسية والدولية إلى أنّ أغلبية وسائل الإعلام تروّج الشذوذ الجنسي، عبر استخدامها مصطلح “المثلية” الذي يمكن قبوله لدى الجمهور، مشيراً إلى ضرورة استخدام مصطلحات ترفض هذا الشذوذ، أو استخدام مصطلح الشذوذ، بكل ما له من معنى، من أجل إثارة الوعي لدى المواطنين الذين يتعرّضون لهذه الدعاية الغربية.

وبعد عدم إمكان استطاعة الأيديولوجيا الغربية أن تؤثّر في الشرق، ذهبت قوى الغرب إلى المصطلحات البسيطة التي تعمّمها الوسائل الإعلامية والثقافية، كالأفلام الكرتونية والسينمائية، على خلفية أنّ هذا “فن”، وفقاً لشعيتو.

“إسرائيل” عاصمة الشذوذ الجنسي

أما في كيان الاحتلال الإسرائيلي، فحُسم موقف الحكومة بصورة مطلقة مع الشاذين جنسياً، بحيث تمت حمايتهم، إذ تحاكي “إسرائيل” ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما قال محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية، ناصر اللحام.

وأضاف اللحام أنّ موقف الحاخامات موقف منافق، فهم نظرياً يحتجّون، لكنهم عملياً “لا يفعلون شيئاً لوقف الظاهرة”.

وعلى العكس من ذلك، ثمة وجود للشاذّين، حتى في المجتمعات المغلقة كمجتمع الحريديم، بحيث تُمنع الفتيات من استخدام الإنترنت أو الهواتف الذكية.

وأشار اللحام إلى أنّ القوانين الإسرائيلية تسمح بتنظيم مهرجانات عالمية للشاذّين من كل أنحاء العالم، فيحتفلون في “تل أبيب”، ويتسابق قادة الأحزاب، وعلى رأسهم بني غانتس ويائير لابيد وبنيامين نتنياهو، في لبس قمصانهم وتمجيدهم، “مؤكدين أنّ الاحتلال مستعد لاحتضانهم”.

واليوم تمتلئ “إسرائيل” بالشاذين جنسياً، حتى أصبحت عاصمةً لهم، وأي سياسي لا يؤيدهم يهدّد نفسه بخطر السقوط في الانتخابات.

ولفت محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية إلى أنّ “المجتمع” الإسرائيلي مجتمع يتقبّل الأفكار الغربية بصورة كاملة، وإلى أنّ التديّن في “إسرائيل” بدعة شكلية.

سيرياهوم نيوز3 – الميادين
x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...