بقلم:المحامي محمد عثمان
من المحزن جدا ان يصبح هدف كل تاجر وصناعي ورجل اعمال سوري اليوم هو أن ينجو بتجارته أوصناعته أو عمله ، ويخرج به من سورية الى مصر او العراق او السودان أو حتى الى الصومال .. وكان قد سبقهم في ذلك زينة شباب البلد من الاطباء والمهندسين والعمال الصناعيين والحرفيين المهرة الذين انتشروا في مستشفيات وشركات و معامل اوروبا والعالم ، يعملون وينتجون ويبدعون لمصلحة دول اخرى غير بلدهم ، بعد ان كلفوا وطنهم مئات المليارات حتى وصلوا الى ماهم عليه الان من امكانيات علمية وخبرات عملية …. كل ذلك ، في الوقت الذي نرفع فيه شعارات اعادة الاعمار و البناء ، وان العمل وحده هو ما سينقذ هذا البلد مما هو فيه .. من سيعيد الاعمار .. ومن سيبني البلد .. ومن سينفذ شعار الامل بالعمل ، اذا لم يبق في البلد اغلب كوادرها الشابة العاملة من المهندسين والاطباء والعمال والحرفيين والصناعيين والتجار ورجال الاعمال ؟؟؟!!!!.. هل الغرباء من سيبنون البلد ؟؟!! أم هم من سينهبون خيرات البلد ليبنوا بلدانهم ؟؟!! من سيبني البلد ؟؟؟؟ !!! من سيبني البلد ، قطعا هم ابناء هذا البلد .. فإذا كنتم جادين في تنفيذ شعاراتكم في اعادة بناء واعمار البلد ، وفي أن الامل فعلا بالعمل ، فلا بد من اعادة النظر وتصحيح عشرات القرارات غير المدروسة وغير المنطقية وغير الدستورية والتي صدرت خلال الفترة الأخيرة والتي ثبت عدم جدواها ولم تؤد الغاية منها وكان ضررها اكبر بكثير من نفعها ، و كانت السبب الأساسي في تطفيش افضل شبابنا وكوادرنا العلمية والعملية والذين هم عماد خطة اعادة البناء والاعمار وهم العمل وهم الأمل ، وألحقت افدح الاضرار بالوطن وبالمواطنين .. إن مراجعة هذه القرارات وتعديلها وتصحيحها أو حتى الغاء ما اثبتت التجربة العملية عدم صلاحيته منها ، اصبح الأن ضرورة قصوى نظرا لخطورة ما نتج عنها من هجرة لخيرة كوادرنا العلمية والتجارية والصناعية والحرفية .. اقترح على مجلس الشعب – في اسرع وقت ممكن – انشاء لجنة حكماء من بين اعضاءه الوطنيين الأكفاء النشطين تضم قانويين ومشرعين ورجال اعمال وصناعيين واطباء ومهندسين مهمتها تحديد القوانين والقرارات التي تسببت بشكل مباشر او غير مباشر في هذه الهجرة الخطيرة و غير المسبوقة لكوادرنا الوطنية ، والطلب من الجهات التي اصدرتها الغائها او تعديلها وفق القانون بما يحقق وقف هذا النزيف فورا .. فالرجوع عن الخطأ فضيلة ..
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب١٧-٩-٢٠٢١)