عبير صيموعة
طالب الأطباء البيطريون في السويداء بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ الثروة الحيوانية على ساحة المحافظة، مؤكدين ضمن مؤتمرهم السنوي المنعقد تحت شعار «تأمين الغذاء الآمن وحماية الثروة الحيوانية واجب وطني» على ضرورة زيادة مخصصات الدورة العلفية وتأمين الأعلاف الكفيلة بالحفاظ على الثروة الحيوانية من أبقار وأغنام ودواجن ومراقبة الأدوية البيطرية وتأمينها بأسعار مقبولة، متسائلين إن كان سيتم الانتقال إلى مرحلة استيراد لحوم الدواجن واللحوم الحمراء وعن وجود خطة حقيقية لدعم المربين؟
وتضمنت المداخلات ضرورة استحداث وتطوير القوانين الخاصة بصناعة الألبان وذلك بإيجاد الإشراف الطبي البيطري على شروط تصنيع تلك الصناعات وعدم اقتصارها على الرقابة على المنتج بعد تصنيعه ووجوده في منافذ البيع أو مراقبة شروط عمل المنشأة، ما أدى إلى وجود ثغرة في عمليات التصنيع وما أفرز حالات كثيرة من الغش بالتصنيع وأدى إلى وجود منتجات في الأسواق غير مطابقة للمواصفات من دون الجودة المطلوبة، فضلاً عن ارتفاع أسعارها، موضحين أن وجود الإشراف الطبي البيطري يأتي بقرار من وزارة الزراعة.
وطالب الأطباء البيطريون الحقليين بضرورة تأمين المحروقات لضمان القيام بالجولات الرقابية المطلوبة إضافة إلى المطالبة بتأمين الأعلاف بالنوعيات الجيدة والكميات المطلوبة مع تأمين مصادر مياه للمربين ليتسنى لهم سقاية مواشيهم من دون اضطرارهم لشراء الصهاريج الأمر الذي زاد من أعباء التربية في ظل ارتفاع أسعار كل مستلزمات التربية.
كما تضمنت المداخلات ضرورة متابعة المزروعات التي تروى لمياه الصرف الصحي والمتركزة حصراً غرب مدينة السويداء وصولاً إلى سد الأصلحة مع عجز الجهات المعنية عن قمع تلك الظاهرة بسبب الوضع الأمني في المنطقة إضافة إلى المطالبة بحماية الحراج على ساحة المحافظة.
وفي نهاية المؤتمر تمت مناقشة المطالب للعمل على معالجتها بالتواصل مع النقابة المركزية والجهات الحكومية المعنية ومنها إعادة النظر بالراتب التقاعدي للأطباء البيطريين ورفع معونة الوفاة.
نقيب الأطباء البيطريين في سورية الدكتور إياد سويدان أكد حرص النقابة على متابعة جميع القضايا ومعالجتها أولاً بأول، مشيراً إلى وجود لجان مشتركة مع وزارة الزراعة كلجنة الدواء الفرعية وتعديل القوانين والأنظمة التي تلائم المهنة بشكل عام، وتوجه رئاسة مجلس الوزراء مؤخراً إلى النقابات والاتحادات والمنظمات غير الحكومية لتشارك الوزارات المختصة برؤية القطاع الزراعي وكيفية النهوض به والذي يعتبر العربة الأولى في الاقتصاد الوطني لأن بلدنا زراعي بامتياز مع محاولة الاكتفاء الذاتي رغم الحصار الاقتصادي، مضيفاً: نحن بالتأكيد لا نتمنى الوصول إلى مرحلة استيراد الفروج أو اللحوم المجمدة ونحن متفائلون جداً بعد عودة العلاقات مع الدول العربية التي ستسهم بفك العزلة.
وأشار سويدان إلى أنه خلال الأيام القليلة الماضية جرى اجتماع ضمن وزارة الزراعة تم خلاله إعطاء رؤية اتحاد الأطباء البيطريين حول كيفية تطوير القطاع الزراعي للحفاظ على الأمن الغذائي في سورية، لافتاً إلى أنه خلال الشهر الماضي وعلى المستوى الإقليمي (سورية- العراق- الأردن- لبنان) كانت هناك اتفاقية رباعية على مستوى وزراء الزراعة العرب من ناحية انسياب السلع والمنتجات الزراعية والأدوية البيطرية لكي يكون هناك أفق ورؤية مشتركة من خلال هذه الدول لتسهيل أمور المنتجات الزراعية.
أما ما يتعلق بالإشراف على المنتجات الصناعية الغذائية فقد قامت وزارة التنمية الإدارية بمراسلة كل الوزارات التي يتطلب عملها وجود أطباء بيطريين ومنها وزارة الصناعة، التي من المفترض وجود طبيب بيطري فيها للإشراف على معامل المرتديلا واللحوم والألبان، بضرورة التعاقد مع الأطباء إلا أن طلبات كل الوزارات بوجود أطباء بيطريين كانت خجولة ومنها وزارة التجارة الداخلية، مؤكداً أن تعديل الرسوم ورفع الراتب التقاعدي والصندوق التعاوني والصناديق الأخرى سيتمان خلال المؤتمر العام القادم.
نقيب الأطباء البيطريين في السويداء الدكتور وائل بكري أشار إلى أن مداخلات الأطباء اقتصرت على القضايا الأكثر إلحاحاً بسبب إدراكهم جميعاً للوضع الاقتصادي الذي يمر به البلد نتيجة الحصار، مؤكداً خروج عدد كبير من مشروعات الثروة الحيوانية عن العمل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء الكبير في أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج، مع إشارته لأهمية دعم هذا القطاع ليعود إلى وضعه الطبيعي.
سيرياهوم نيوز1-الوطن