يمن سليمان عباس:
لم يكن مخطئاً ذاك الذي كتب ذات يوم الأرض بتتكلم عربي… فما من شبر في هذا الوطن الكبير إلا وهو عربي الجذور والانتماء منذ آلاف السنين.
موغل في عراقة عروبته تاريخه حضارته كل شيء يقدم لنا كل ساعة ألف دليل..
عربي دون تعصب والعروبة مفهوم حضاري ثقافي شامل فالعرب الذين كانوا أول من زرع وابتكر الحرف واللون قدموه للعالم هدايا أخوة وصداقة ورمز تفاعل وتواصل.
من هنا كانوا يرحبون بأي ضيف وأي لاجىء إليهم كان من كان.
كتاب الجزيرة الفراتية وديارها العربية.. ديار بكر.. ديار ربيعة.. ديار مضر.
الصادر عن دار صفحات بدمشق لمؤلفه د.عبد الحكيم الكعبي.. يستعرض تاريخ الجزيرة الفراتية قبل الإسلام..
تقع الجزيرة الفراتية في قلب العالم القديم بين أعالي نهري دجلة والفرات وهي بذلك تحتل الجزء الشمالي الغربي من أرض العراق الشمالي الشرقي من سورية وقد أطلق عليها اسم الجزيرة.. وهي معروفة باسم الجزيرة منذ القدم وقد ورد ذكرها في الكثير من الكتب والمدونات التاريخية.
يتناول الكتاب وجود القبائل العربية في هذه الجزيرة ومن ثم دورها الحضاري الذي تركه العرب القدماء ويتطرق الكتاب إلى الديارات الثلاث التي استقرت في إقليم الجزيرة وهي.. ديار بكر.. ديار مضر.. ديار ربيعة. ومن ثم يستعرض الحياة الدينية في المنطقة قبل الإسلام
ومن ثم يعالج الحياة السياسية في المنطقة هذه ليصل إلى تحرير المنطقة من الاحتلال البيزنطي سنة ٦٣٩م على يد القائد العربي عياض بن غنم وصولاً إلى مناقشة المعاهدات التي أقرتها تلك الديار مع المحرر العربي.. هذه الدراسة المهمة التي تستند إلى المصادر التاريخية المعروفة تقدم الدليل الذي لا يمكن امرأته على عمق الوجود العربي وتجذره وقدرته على الفعل الخصب في المنطقة الفراتية..
إنها أرض عربية سورية قدمت للعالم أروع الإنجازات المعرفية والثقافية وستبقى.
وكما كانت منارة علم كانت ملاذاً لمن أتاها مظلوماً فآوته و ردّت الظلم عنه.. اطعمت الجائع وحمت الخائف وسقت الظمآن.. تقاسمت كل مواردها مع من احتاجها.. وستبقى عربية سورية لا يمكن لأي قوة احتلال أن تنال منها ودروس التاريخ شاهد على ذلك.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)