مها يوسف:
ضمن إطار النشاطات الثقافية في محافظة طرطوس والإضاءة على مكونات التراث والمهن التراثية ألقت الحرفية ميادة ديب محاضرة حول صناعة البسط عبر التاريخ ووجودها في المجتمع ومدى إقبال السيدات على تعلم هذه الحرفة القديمة الجديدة.
حول أهم المحاور تحدثت ديب عن النول وتاريخه في الحضارات القديمة، مشيرة إلى أن وجود القماش مرتبط بوجود النول، فالفينيقيون كان لديهم أشرعة قماشية للسفن، والفراعنة لفوا المومياء بالقماش كما وجدوا في المعابد صوراً توضيحية عن النول وصناعته.
مبينة أن للبسط أنواعاً عديدة سواء كانت من الصوف أو القماش، كما أن للنول أنواعاً عديدة منه من يحيك قماش البروكار الدمشقي وهو عبارة عن نسيج خيوط الحرير مع خيوط الدهب والفضة، أما النوع الثاني هو صناعة البسط الصوفي المنتشرة في البادية والذي تصنع منه الخيم وأساسها سواء (مدات- ووسائد- وحقائب- واسرجة الخيل) وأيضا هناك البسط المصنوعة من القماش، والتي درجت مؤخراً من إعادة تدويرها.
كما عرَّجت الحرفية ديب على بدايتها مع الحرفة التي تعلمتها من بيئة ريفية ورثتها عن الأجداد، وقالت إن جدي كان لديه نول الحرير، وكان مربياً لدودة القز، ومنذ الطفولة حُفرت في الذاكرة صورة الجدة التي تغزل الحرير بطريقة بدائية وتصنع البسط، مضيفة أنه وتماشياً مع الغلاء والبحث عن مصدر الرزق اعتمدت على صناعة البسط وإعادة تدوير القماش المستهلك في مشاغل الخياطة.
ولفتت إلى أنها تفردت بحرفة صناعة البسط على النول اليدوي، وتطمح لتطوير هذه الحرفة القديمة الجديدة، علماً أنها سجلت بهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى كونها حرفية فطموحها أن يكون لديها ورشة مصغرة و تحوي النول اليدوي بكل تفاصيله ويكون مصدراً للرزق.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة