الرئيسية » منوعات » صناعة العقول وتجديد الذكاء الاصطناعي

صناعة العقول وتجديد الذكاء الاصطناعي

‏ عندما سئل أينشتاين ذات مرة عن الفرق بينه وبين الإنسان العادي، قال: (الإنسان العادي إذا طلبت منه أن يبحث عن إبرة في كومة قش، فإنه بمجرد أن يعثر على الإبرة فسوف يتوقف عن البحث فوراً، أما أنا فسوف استمر في البحث والتنقيب في كومة القش بحثاً عن احتمال وجود إبر أخرى).
فعملية الإبداع لا تتوقف – كما يراها الباحث الدكتور عصام شيخ الأرض – عند حد من الحدود، لذلك فإن عملية التنمية الإبداعية تسير عكس تيار المعارف التقليدية. ليس علينا أن نصبح أكثر (خبرة) في المجال ولا أن نحشد المزيد من الحقائق حول التفكير الإبداعي وحل المشكلات، إنما علينا أن نعرف كيف ننفتح على أفكار واحتمالات جديدة، وكيف نستغل ونسخر الفضول الفطري الذي تولد به.
التنمية الإبداعية
ويرى الباحث شيخ الأرض مؤلف كتاب “صناعة العقول ـ إبداع ابتكار تجديد الذكاء الاصطناعي” الجديد الصادر حديثاً، عن دار تموز للنشر في عام 2024، أن التنمية الإبداعية هنا تتمثل في “قدرتنا على التخيل والحلم”. وأن “الإبداع توجه أكثر منه عملاً”، وأن التنمية الإبداعية تسير عكس تيار المعارف التقليدية.
فليس علينا أن نصبح أكثر (خبرة) في المجال ولا أن نحشد المزيد من الحقائق حول التفكير الإبداعي وحل المشكلات، إنما علينا أن نعرف “كيف ننفتح على أفكار واحتمالات جديدة”، وكيف نستغل ونسخر الفضول الفطري الذي تولد به.
ووفق الدكتور شيخ الأرض “لا يمكن الوصول إلى مرحلة الإبداع والابتكار والتجديد إلا عن طريق الإفراغ الذهني عندما نقوم بتفريغ دماغنا من الأمور القديمة والصلبة والسالبة، لذلك فالإبداع يبدأ عند وجود حيز له لدينا”.
تكنولوجيا الذكاء
ومن هنا جاء المبدأ الرئيس للذكاء الاصطناعي بأن يحاكي ويتخطى الطريقة التي يستوعب ويتفاعل بها البشر مع العالم من حولنا، الأمر الذي أصبح سريعاً الركيزة الأساسية لتحقيق الابتكار والإبداع، خاصة بعد أن أصبحت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعمل على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى.
ويؤكد الباحث الدكتور عصام شيخ الأرض أن تحقيق الفكرة الإبداعية، تتطلب أن تدخل العملية الإبداعية طورها النهائي من خلال الإلهام ووضع الفكرة الأولى في صياغة محددة المعالم نسبياً، وأن يقوم المبدع في هذه المرحلة أي مرحلة الصقل، والتعديل وتحقيق الفكرة، بوضع العمل الإبداعي في صورته النهائية. ويعتبر داروين نموذجاً لهذا النموذج فقد قضى السنوات تلو السنوات، وهو يعدل من إلهاماته ويجمع الشواهد والأدلة قبل أن يجرؤ على نشر بحوثه الأولى
مفاتيح الابتكار
ويرى الباحث عصام أنَّ مفاتيح الابتكار المستقبلي تكمن في قدرة المؤسسة على رعاية الإبداع، واتخاذ قرارات واختيارات على أساس استعدادها الجيد ومعرفتها واتصالاتها. وسينتج عن مصادر الأفكار المتعددة ـ الموظفين وأصحاب المشروعات وقسم البحث والتطوير والعملاء والموردين والجامعات ـ فرص للابتكار والإبداع باستمرار، ويكمن التحدي في تشجيع أفضلها، وانتقائها وتعديلها ولاستكشاف كيف يمكن للمؤسسات التعامل في المستقبل مع هذه التحديات.
لهذا يقول الباحث شيخ الأرض إلى أننا نلجأ إلى مثال شركة IBM العالمية للتكنولوجيا والحاسب الآلي (الكمبيوتر)، وهي شركة تستخدم عملية إبداع منتشرة على نطاق واسع، وتتهيأ لإحداث المزيد من التطوير في المستقبل. وقد اخترنا هذه الشركة لأنها – على عكس المؤسسات مثل مايكروسوفت وتويوتا، أو شركات تنظيم المشروعات الأصغر حجماً، تتمتع بتاريخ طويل من التغييرات التي أدخلتها على نظامها فواجهت شركة IBM تحديات مستمرة، بعضها من صنعها، والآخر فرض عليها، ويعتمد بقاؤها في المستقبل، كما كان في الماضي، على الاختراع والابتكار والإبداع في العمل.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

‏«الكهرباء الساكنة» لماذا تشعر بصعقة عند ملامسة الآخرين

هل سبق أن تعرضت لصدمة كهربائية بسيطة جداً عند ملامستك لشخص ما أو أثناء فتح باب ‏ذي مقبض معدني؟ هذه الظاهرة الشائعة، التي قد تبدو ...