صناعة القش حرفة يدوية تقليدية موروثة من الآباء والأجداد في سورية، حافظت على أصالتها ومكانتها عبر العصور، وازدهرت سابقاً في عموم المحافظات السورية، وبشكل كبير في جبل العرب، وبرعتْ نساءُ مدينةِ السويداءِ في صناعة أطباق وأوان متعددة الأحجام من القش.
تستخدم أطباق القش والسلال لمختلف الاحتياجات المنزلية، كما أوضحت الحرفية سميرة الشحف في حديثها لصحيفة «الثورة»، مؤكدة أن أطباق القش تتوافر بكثرة في الأسواق الشعبية والمتاحف التراثية ومعارض المنتوجات اليدوية ولها أشكال متنوعة منها المسطح والمقعر بارتفاعات مختلفة، تستخدم كأدوات لحفظ الطعام وخبز التنور وسلال للفواكه والخضراوات والعديد من المأكولات الشعبية، أو لوضع الألبسة أو سلل خاصة بالحلي والزينة، ومنها على شكل تحف تزيينية موجودة في البيوت الريفية، وأضافت الشحف إن الأطباق الصغيرة والتي لا يتجاوز قطرها «30 سم» تستخدم لوضع الأباريق والأوعية والأواني الساخنة فوقها كتراث تقليدي قديم، وتتوزع الأطباق الكبيرة بألوانها الزاهية وأحجامها المختلفة على الجدران للزينة.
ومن الأدوات اللازمةُ لِصناعةِ القشِّ: المِقصُّ لتشذيب رؤوس القشِّ، والمسلّة وهي إِبْرةٌ كبيرةُ الحجم تُشبه المسمارَ ولكنها أكبرُ حجماً منه، وتستعمل لتثبيته وربطه مع بعضه، والقطفةُ وهي سكين كبيرة وحادة.
وشرحت الشحف كيف تقوم النساء في موسم الحصاد بجمع سنابل القمح المناسبة وترتيبها، وبعدها يتمُّ فصلُ السنابل عن الجزء المناسب الذي يُستخدمُ في صناعات القشِّ، وتحضر الأصباغ في ماء مغلي، وتنقع كل مجموعة من القش بلون مختلف ساعتين تقريباً، وتجفف تحت أشعة الشمس، ينقع القش بالماء لمدة ساعة تقريباً قبل البدء بعملية الجدل لتصبح لينة لتسهيل عملية لفها، وتجدل ثلاث قشات غير ملونة كالضفيرة، ثم تلفها بشكل دائري لتصنع العقدة الأساسية التي يعتمد نجاح الطبق ومتانته وتماسكه على النجاح في إعدادها.
ويلف القش الطري حول الحشوة ثم يلف حول العقدة، وتثبت الدوائر الملتفة بعضها حول بعض بواسطة قشة» المسلة» وتدخل بالمخرز لتثبت كل دور بالآخر، وتأتي عقدة التثبيت كل ثلاثة أدوار حتى يتسع، ويصل إلى الحجم المطلوب وتختم الطبق بصنع مثلث صغير مرتفع قليلاً لتعليق الطبق منه ثم تقص القش الزائد، وتلف حول نهايته قطعة صغيرة من القماش عدة لفات لتثبيتها.
صناعة القش حرفة تراثية عريقة
سيرياهوم نيوز 2_الثورة