آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » صناعة دبس الرمان.. موروث تقليدي تستخدمه الأسر الريفية للمؤونة والبيع

صناعة دبس الرمان.. موروث تقليدي تستخدمه الأسر الريفية للمؤونة والبيع

مع بداية شهر تشرين الأول ونضوج فاكهة الرمان وأوان قطاف شجرها، تنشغل ربات المنازل بإعداد دبس الرمان بالطرق التقليدية المتوارثة من الأمهات والجدات للحصول على منتج، تستخدمه العائلة في الطعام وللبيع كمؤونة لمختلف الفصول وخاصة الشتاء.

 

(رحلة ممتعة رغم مشقتها وتعدد مراحلها)، بهذه الكلمات وصفت السيدة يسرى (أم حسن) في تصريح لمراسلة سانا عملية صنع دبس الرمان التي يتعاون فيها جميع أفراد الأسرة ،حيث يقوم الزوج مع الأولاد بقطاف الثمار وفرز الصغيرة والمتشققة منها، بينما تجتمع السيدات لتقطيعها وفرط حباتها، ثم عصرها وتصفيتها بأكياس قماشية لاستخلاص العصير الذي يغلى على نار الحطب حتى يصبح قوامه كثيفاً، ويكتسب لوناً أقرب للبني الذهبي الغامق.

 

هناء (أم أنس) تقول: صنع دبس الرمان بات تقليداً سنوياً محبباً، فالأجواء العائلية التي ترافق العمل جميلة جداً، حيث تجتمع هناء مع أخواتها وعوائلهم منذ الصباح في حديقة المنزل التي تتحول إلى ما يشبه خلية نحل، يتقاسمون المهام ويعملون بكل همة ونشاط لإنجاز كل شيء قبل المغيب، ولا تخلو مثل هذه الجلسات من الأحاديث الطريفة وتبادل الأخبار وضحكات الأطفال، وهم يلعبون في الحديقة.

 

فيما رأت نهاد حسن (أم أيوب) أن طهي الدبس على الحطب هو السر وراء النكهة المميزة والمذاق الرائع لهذا المنتج، لذلك حرص أجدادنا القدماء على الحفاظ على هذه الطريقة بصنعه، كما أشارت خلود معلا (أم عبادة) إلى ضرورة إزالة القشور البيضاء التي تلتصق بالحبات، لأنها تعطي طعماً مراً غير مستحب، ومراقبة غليان العصير على النار مع التحريك المستمر بملعقة خشبية، والتخلص من الرغوة التي تتجمع على سطحه حتى يتغير لونه من الأحمر إلى البني الذهبي، ليحفظ بعد تبريده في عبوات زجاجية محكمة الإغلاق لاستخدامها لاحقاً.

 

الشابة بشرى ناعسة بينت أن دبس الرمان مكون أساسي لا غنى عنه في المطبخ، حيث يدخل في العديد من المأكولات الشرقية كالمحاشي والكبب وتتبيل الدجاج واللحم والسلطات ومختلف أصناف المقبلات، ويضفي عليها نكهة خاصة نظراً لطعمه المختلط بين الحلو والحامض واللاذع فضلاً عن فوائده الصحية.

 

من جهة أخرى، تمتهن بعض السيدات صناعة دبس الرمان كأحد المشروعات الصغيرة المدرة للدخل، كما هو حال السيدة ناديا حاطوم (أم هشام) التي وجدت في الصناعات التقليدية القديمة مصدراً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتأمين متطلبات الأسرة رغم الجهد والتعب وساعات العمل الطويلة، حيث تبيع منتجاتها المتنوعة من ماء الزهر وماء الورد والعصائر الموسمية (البرتقال) إلى جانب دبس الرمان والأعشاب الطبية المجففة في صالة بيع منتجات المرأة الريفية أو المعارض التي تشارك بها.

 

سيرياهوم نيوز 1-سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...